الأقصى الآن منهم أحياء كثيرة اختلطوا مع أهلها من المِعْقل (من مَذْحِج القحطانية).
ومن فزارة حُصَيْن بن نيار أحد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقال عن أشجع: حي من غطفان، غلب عليهم اسم أبيهم فقيل لهم أشجع وهم بنو أشجع بن ريث بن غطفان، وقال أبو عبيدة: وكان له من الولد: بكر، وسليم، وعمرو، منهم جعدة بن هُبيرة الأشجعي الصحابي، وقال في العبر: وكانوا هم عرب المدينة النبوية، وكان سيدهم معقل بن سنان الصحابي، وليس أحد منهم بنجد إلا بقايا حول المدينة، ثم قال: وبالمغرب الأقصى منهم حي عظيم الآن يظعنون مع عرب المعقل بجهات سجلماسة، ولهم عدد وذكر. منهم زاهر بن حرام الأشجعي الصحابي، شهد بدرًا، وكان يسكن البادية فإذا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يأتيه إلا بطُرفة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن لكل حاضرة بادية، وبادية آل محمد. . زاهر بن حرام.
وفي الفصل الثاني من نهاية الأرب في ذكر أمور من المفاخرات الواقعة بين قبائل العرب قال: من لطيف ما يحكى في ذلك ما حكاه ابن الكلبي قال: قال كسرى للنعمان بن المنذر: هل في العرب قبيلة تشرَّف على قبيلة؟ قال: نعم. قال: فبأي شيء؟ قال: من كانت له ثلاث آباء متوالية رؤساء، ثم اتصل ذلك بكمال الرابع، فالبيت من قبيلته فيه وينسب إليه. قال: فاطلب ذلك. فطلبه فلم يصبه إلا في حذيفة بن بدر الفزاري من غطفان، وآل حاجب بن زرارة من تميم، وآل ذي الجدين وآل الأشعث بن قيسن من كِنْدة، فجمع الجميع ومن معهم من عشائرهم وأقعد لهم الحكام والعدول، وقال: ليتكلم كل منكم بمآثر قومه وليصدق، فكان حذيفة بن بدر الفزاري أول متكلم، وكان ألسن القوم فقال: قد علمت العرب أن فينا الشرف الأقدم، والعز الأعظم، ومآثر الصنيع الأكرم. فقال من حوله: ولِمَ ذلك يا أخا فزارة؟ فقال ألسنا الدعائم التي لا تُرام، والعز الذي لا يُضام. قيل صدقت. ثم قال شاعرهم:
فزارة بيت العز والعز فيهم .... فزارة قيس حسب قيس فضالها
لها العزة القعساء والحسب الذي … بناه لقيس في القديم رجالها