ومن غطفان عمرو بن جؤية بن لوذان الفزاري، وقد قاد غطفان كلها إلى يوم (الخنان) إلى بكر بن وائل، وبدر بن عمرو، وقد قاد غطفان أيضًا إلى تغلب بن وائل يوم (الساجس).
ويبدأ تاريخ غطفان باستقلال قبائل معد وخروجها من حكم اليمن على ما يرويه الإخباريون، وكان رئيس غطفان في هذا العهد زهير بن جذيمة العبسي سيد عبس، وعبس بطن من غطفان، وقد تلقب "ملك" وجبى الأتاوة من هوازن (من قيس عيلان) حتى قتله خالد بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر من هوازن، فترأس عبس ابنه قيس بن زهير وترأس ذبيان من غطفان كذلك حذيفة بن بدر الفزاري، ولكن الحارث بن ظالم أحد الفُتَّاك في الجاهلية من غطفان قتل خالد بن جعفر وهو في جوار ملك الحيرة، وقد أدت هذه الحوادث إلى تشتيت قبائل غطفان وإلى نشوب حروب بينها خاصة بين عبس وذبيان وقد كانت غطفان في جملة القبائل التي قاومت الإسلام، واشتركت مع بعض القبائل المُضَرية في محاربة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومهاجمة المدينة المنورة نفسها في غزوة الأحزاب، ثم أسلمت في السنة الثامنة للهجرة، وبعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - عادت أكثرية غطفان فارتدت عن الإسلام مثل غالبية قبائل العرب، وهاجمت المدينة ولكن أبا بكر الصديق تمكن من صدها، ثم عادت كما عاد غيرها إلى حظيرة الإسلام.
وولد غطفان ثلاثة هم: ريث وبغيض وأشجع، وفي رواية أخرى عبد العُزّى، وقد بدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسم عبد العُزّى فجعله عبد الله، فعرف نسله بالاسم الجديد، وقد ولد ريث من الولد أهون، ومازنا، وأشجع، وبغيضا، ومن بطون أشجع بكر وسبيع ومن سبيع خلاوة وهفان وفتيان وقنفذ وذبيان، وتقع مواطن أشجع في الحجاز بضواحي يثرب (المدينة المنورة)، وكانوا حلفاء للخزرج من الأزد القحطانيين وقد ساعدوهم في يوم بُعاث مع الأوس، وقد كان بينهم وبنِن سُلَيْم بن منصور (من قيس عيلان) يوم كان في موضع الجرّ.
ومن ولد بغيض عبس، وذبيان ويضاف إليهما أنمار في بعض الروايات، ومن نسل عبس قطيعة، ووده، والحارث، وورقة. ومن نسل قطيعة زهير بن جذيمة سيد بني عبس وجميع غطفان، وقيس بن زهير بن جذيمة صاحب حرب داحس والغبراء، ومن عبس الربيع بن زياد وزير النعمان، ومن عبس أيضًا عنترة