للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالكوفة، فيها مسجد، وقد سكنوا بلبيس (١) وهي مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ على طريق الشام.

ومن جبالهم: قطن به مياه، ناظرة، أثال، بينه وبين الماء الذي ينزل إليه الناس إذ خرجوا من البصرة إلى المدينة ثلاثة أميال.

ومن أوديتهم: الرّمه أكبر واد بنجد، والسُكيُّ وهو واد بالقرب من النباح فيه طِلْح، وتنسب إليهم حرَّة النار.

ومن مياههم: السليع، العاقرة، الثيلة، الممها، وكلها بجبل قطن، الخبيت، مدرج، الشرج بنجد من أرض العالية، بقعاء، جفر الشحم ببطن الرّمه، وبال، الممهى، الغبارة ببطن الرّمه، الغمرية، اللآءة، ملطمة، حجري، ديلم، زنقب، ناظرة.

تاريخهم: تعد عبس من القبائل المحاربة، فمن أيامهم العظيمة: يوم داحس والغبراء وهو لعبس على فزارة وذبيان، وبقيت نار الحرب مستعرة مدة (٢) مديدة بسبب هذين الفرسين، وقصتهما مشهورة، ويوم الهباءة وهو يوم الجفر كان لعبس على فزارة وذبيان أيضًا، ويوم جَبلة كان بين عبس وذبيان، ويوم السوبان وهي أرض كان بها حرب بين بني عبس وبني حنظلة من تميم، ويوم أقرن كان لبني عبس على بني تميم، ويوم الأثل والأرطى وهما نوعان من الأشجار في الجزيرة وكان لجُشَم من هوازن على عبس، ويوم الفروق بين عبس وبين سعد بن زيد مناة من تميم، قاتلوهم فمنعت عبس أنفسها وحريمها، وخابت غارة بني سعد، والفروق عقبة دون هجر إلى بلاد نجد، ويوم السليل فيه اقتتلت عبس وأسد. وأغارت عبس على طيئ فحماهم عنترة بن شداد حين انهزموا، وقاتلوا عبد الله بن الصِّمة الجُشَمي من هوازن هو وقومه يوم اللوى.

وقد وفد (٣) من عبس على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا يا رسول الله قدم علينا قراؤنا، فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له، ولنا أموال ومواشٍ، فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا، فقال عليه الصلاة والسلام: "اتقوا الله حيث كنتم، فلن يلتكم من أعمالكم شيئًا".


(١) بلبيس من بلاد محافظة الشرقية بمصر وتوجد للآن قرية تسمى (عرب عبس) تابعة لمركز بلبيس.
(٢) في القاموس ج ٢ ص ٢١٤ دامت أربعين عامًا.
(٣) كان رئيس وفد عبس (فضالة بن قيس بن زهير العبسي) وقد عقد له النبي - صلى الله عليه وسلم - على من معه من قومه.

<<  <  ج: ص:  >  >>