للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وآزرني فيها حماة أعزّة … هم الصيد من حرب وسادة غالب

وثابتًا وفياضًا ومالكًا بني يزيد، فأولد عمرو بن يزيد: يعلى بن عمرو، وقد رأس، وهو الذي قام مع إبراهيم بن موسى العلوي بصعدة، وله أيام وأخبار (١) وشعر.

ومنهم الحارث بن عمرو بن الحارث، فكان أحد السادة الأشراف الحلماء.

ودخل ولده بنو الحارث بن عمرو في جملة من بقي من ولد سلمان في جماع بني حيي. وكان حيي صنمًا (٢)، فأما من يسمى بِحُيي فهم: سلمان بن الفاحش بن حرب، ومالك بن حرب. ويقولون أن بني مالك من الأزد.

وسباق ومسلم بن الفاحش بن حرب، وفيهم جميعًا حدة وبأس، وكان الحارث بن عمرو كثيرًا ما ينهي ابن عمه عمرو بن يزيد عن إثارة الفتنة وتشبيب الحرب، وينهاه عن البغي، ويقول قي ذلك الأشعار ويضرب له الأمثال.

فأبى وركب رأسه فانفرد بها دناء مذكارًا، فقُتل إخوته ثم قُتل، فمما قال الحارث:

إذا ما النصح ضيَّعه المولّى … فلا تترك مواصلة الصديق

فرب أخ لنفسك لم تلده … لك الأم الألوف مع الشقيق

إذا عمت عليك السبل يومًا … ولم تظفر بقارعة الطريق

فسر بالقسط لا تتبع سواها … فإن القسط مقرنة الرفيق

رأيت الحلم منجي راكبيه … ويردي ذي الغواية والعقوق

ويفتح بالترفق كل باب … ويفتح بالتأني كل ضيق


(١) فصل ذلك شارح "الإكليل" الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي، ذيلًا على الجزء الأول ص ٣٠٩.
(٢) قال شارح "الإكليل": لم أجد في كتاب "الأصنام" ولا غيره مما معي من المصادر أن حُييًا اسم صنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>