التوالي: عُتيبة: وهي إحدى أحلاف حرب وتسكن صدور أودية الهدة وغران، ثم تنقطع حدودها هنا لتصل بها في نجد حول وادي الجريب، ورغم هذا الحلف فقد حدثت بينهما أيام دامية. ثم بنو سُلَيْم تجاور عتيبة في الحجاز من الشمال في صدور أودية أمج وقديد وكُليّة. ويتصل بها من الشمال قبيلة بني عبد الله من مُطير في الحرَّة التي يسيل منها وادي رابغ. إذن هذه القبائل الثلاث تسكن الأرض المرتفعة التي كانت تسمى حرّة بني سُلَيْم بينما تسكن حرب تهامة، وهذا أعطى تلك القبائل ميزة استراتيجية مسيطرة، بالإضافة إلى أن أرض حرب الخصبة كانت كثيرة الخيرات مما أطمع فيها جيرانها فأخذوا يشنون عليها غارات النهب.
وترتكز ديار حرب على البحر الأحمر غربًا وهذا أعطاها ظهرًا دافئًا ومصدرًا إضافيًا للرزق هو صيد السمك.
وفي الشمال تتصل بحرب ثلاث قبائل هي: جهينة في ينبع إلى وادي الحمض وهي أيضًا من أحلاف حرب.
ثم قبيلة عَنَزة شمالًا حيث كانت تسكن المدينة إلى الحناكية، وكانت أشد القبائل مضايقة لحرب فخاضت معها حربًا طاحنة حتى أجلتها في أواخر القرن الحادي عشر، ولا تزال قبيلة عنزة تتصل بحرب حول وادي الجزل شمال غربي المدينة وفي الصحاري الواقعة شمال شرقي خيبر.
ثم تأتي قبيلة شمَّر وهي من القبائل القوية، والعداء بينها وبين قبيلة حرب مستحكم ولهم قصص عجيبة مع بعضهم، وتتصل ديارها بديار حرب في نجد شمال وادي الرَّمة.
وبعد أن ألقينا نظرة فاحصة على منازل هذه القبائل نبدأ في ذكر ما ورد إلينا منها على ألسنة الرواة كما أسلفنا.