للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ سعد بن جزا والشيخ عبد الله بن مطلق واستجابة قبائل حرب لهما لمحاربة الدولة (١).

وفي عهد الشيخ زيد بن محمود حدثت وقائع دامية بين قبائل ميمون والمراوحة وبالذات بين الحوازم والأحامدة الذين كانوا منقسمين إلى فئتين إحداهما مع الشيخ زيد بن محمود والأخرى مع الشيخ سعد بن جزا الذي كان ثائرًا على الدولة، واستمر ذلك الصراع سنتي ١٢٥٤ هـ و ١٢٥٥ هـ. وانتهى ذلك الوضع بتدهور العلاقة بين الشيخ زيد بن محمود وقادة محمد علي باشا الذين اتهموه بالتخاذل في قتال قبائل حرب الموالية للشيخ سعد بن جزا، فقام العساكر بطلب من محمد علي باشا بإلقاء القبض على الشيخ زيد بن محمود والشيخ عامر بن وصل وسجنا في مصر، وذلك في منتصف سنة ١٢٥٥ هـ.

وتفيد إحدى الرسائل المرفوعة إلى محمد علي باشا بتاريخ ٢٣/ ١٠/ ١٢٥٤ هـ أن الشريف محمد بن عون قدَّم التماسًا بالعفو عنهما وإطلاق سراحهما، لكن محمد علي أجَّل إطلاق سراحهما لحين إنهاء مسألة القتال مع الأحامدة.

ويبدو أن محمد علي لما قام بعزل الشيخ زيد بن محمود وسجنه قرَّر أن لا يعين أحدًا في مشيخة وادي الصفراء واستعاض عن ذلك بتعيين قائده سليم باشا ومعه قوة قوامها عشرة آلاف من العساكر في وادي الصفراء للسيطرة المباشرة على ذلك المضيق وقبائله.

لكن الذي يظهر أن خطة محمد علي باشا في السيطرة على القبائل بتلك الطريقة لم تتحقق، مما اضطره خلال بضعة أشهر أن يبحث عن شيخ آخر ليشغل منصب كبير مشائخ في تلك المنطقة. فتم ترشيح الشيخ عباس الظاهري لهذه الوظيفة، وأراد محمد علي تعيينه، لكنه تراجع عن ذلك تحت المعارضة الشديدة من زعماء قبيلة الأحامدة ومن وقف معهم من قبائل حرب وخاصة قبيلة صبح والرحَّلة وعوف.


(١) انظر تفاصيل هذه الأخبار ومصادرها في كتاب: (فصول من تاريخ قبيلة حرب) للبدراني الحربي.

<<  <  ج: ص:  >  >>