للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد علق هذا المثل بأذهان هذه القبيلة دون أن تعرف عن كنهه شيئًا .. وعند العودة إلى فتح البلاد إبان الفتوحات الإسلامية نجد أنه ورد في الكامل في التاريخ لابن الأثير ص ١٣٥ ج ٤ هذا النص: "ومن تولى بلاد الهند تميم بن زيد القيني والحكم بن عوانة من بني كلب".

ورد في نسب معد واليمن الكبير لابن الكلبي من بني كلب هذا النص: "حكم بن عوانة ولّاه هشام بن عبد الملك السند وقُتل فيها شهيدًا وقُتل معه من كلب مقتلة عظيمة لم يقتل مثلها حيث قتل منهم أربعمائة".

وورد في تاريخ الطبري. . . تاريخ الأمم والملوك ج ٤ ص ١٧٦ أنه: عام ١١٩ هـ خرج قائد من أهل الشام من بني القين في جيش قد وجه ممددًا لعامل خالد على الهند ستمائة وكان الخروج إلى أرض الهند شاقًّا عليهم. وفي البيان والتبيين للجاحظ ص ١٥١ ". . . وسأل بعض الأمراء رسولًا قدم من جهة السند كيف رأيتم البلاد؟ فقال: ماؤها وشل ولصها بطل وتمرها دقل، إن كثُر الجنود بها جاعوا وإن قلّوا بها ضعفوا. . ."

هـ - أسماء المواضع لم تتغير: نرى من خلال استعراض هذا الكتاب أنه جاء لنا بمجموعة من أراضي قبيلة الشرارات لم تتغير أسماؤها منذ عهد كلب. . . وذكرها الشعراء كالمتنبي وعدي بن الرقاع وغيرهم. . . ومن تلك المواضع:

الضاحك، الهزيم، نيال، "نيان"، المعي، بسيطة، عراعر، العلم، حصيدات، الهوج، "دجوج"، ليلى، الجراوي، صبيحا، شغار، الصوان.

وبالنظر إلى بقاء هذه الأسماء دون أي تغيير أو جلب أسماء كالتي تأتي بفعل الهجرة، فإن ذلك يعطي دليلًا على أن التوارث بين الشرارات وكلب قد شمل المواضع أيضًا؛ وهو بالتالي يشير إلى أن هذه القبيلة لم تبرح أماكنها منذ ذلك العهد ولم تأت بأسماء غريبة على المنطقة سوى تلك المواضع التي حملت أسماء نتيجة أحداث وقعت بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>