وهذه تسمى المجاهيم أيضًا وهي ذوات اللون الأسود وهو من الجهمة وهي آخر الليل. ومن أقوال الشرارات:(البل زغبة) ومعروف إن زغبة بطن من بني القين من كلب من قضاعة.
الصفر الجعاد: كانت عطايا سادات العرب العظيمة الإبل، وعليها سار الخلفاء فخلفاء بني أمية أفضل عطاياهم وأعلاها ابل كلب. وتذكر لنا الأخبار ما جرى مع ابن ميادة والخليفة الأموي الوليد بن زيد حينما كان في أباير وهو موضع كان الوليد ينزله في الربيع حينما قال ابن ميادة:
امرك أني نازل بأباير … لصوار مشتاق وأن كنت مكرما
أبيت كأني أرمد العين ساهرا … إذا بات أصحابي من الليل نوما
فقال الوليد يا ابن ميادة كأنك عرضت من قربنا فقال: ما مثلك يا أمير المؤمنين يعرض من قربه ولكن:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة … بحرَّة ليلى حيث ربتني أهلي
وهل أسمعن الدهر أصوات هجمة … تطالع من هجل خصيب إلى هجلِ
بلاد بها نيطت على تمائمي … وقطعن عني حين أدركني عقلي
فإن كنت عن تلك المواطن حابسي … فأيسر علي الرزق وأجمع إذا شملي
فذكر له ولدانا بنجد إذا استطعموا الله عز وجل وإذا استسقوه سقاهم. . . إلخ فقال الوليد: وأما السقي فلا أرى مائة لقحة الا سترويهم فأمر له بمئة من الإبل من صدقات بني كلب، فلما أتى الحول أرادوا أن يبتاعوها له من الطرائد، وهي الغرائب وإن يمسكوا التلاد، فقال ابن ميادة:
ألم يبلغك أن الحي كلبًا … أرادوا في عطيتك ارتدادا
وقالوا إنها صهب وورق … وقد أعطيتها دهمًا جعادا
فعلموا أن الشعر سيبلغ الوليد فيغضبه فقالوا له انطلق فخذها صفرا.