وفي ص ٤٥٣ قال عن لِحْيان بن هُذَيْل: بطن من هُذَيْل، كانوا ولا زالوا سكان ضواحي مكة، وكانت لهم قوة ومنعة، بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر عينًا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه، حتى كانوا بالرجيع، ويقال بالهدأة - الرجيع من الهدة - وهما متجاوران بين عسفان ومكة، وعلمت بهم لحيان فنفرت إليهم في قريب من مئة، فاقتصوا آثارهم فأدركوهم وأحاطوا بهم، فقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلًا، فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فقاتلوهم حتى قتلوا عاصمًا في سبعة نفر بالنبل وبقي خبيب وزيد ورجل آخر فأعطوهم العهد والميثاق، فنزلوا إليهم، فسُلِّموا إلى قريش حيث قتلوا - رحمهم الله - فسار إلى لحيان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع بعض أصحابه حتى نزل على غُران، وهي منازل بني لحيان - آنذاك - فوجدهم قد حذروا وتمنعوا في رءوس الجبال، فخرج - صلى الله عليه وسلم - في مائتي راكب من أصحابه حتى نزل عسفان، مكايدة لقريش، وكان بنو لحيان سدنة سواع برهاط من غران، وقيل إن لحيان التي لها الدولة بشمال الحجاز هم بطن من جرهم، وجرهم من العرب العاربة البائدة، وربما أن لحيان حالفت جرهم إبان سيطرتها على مكة فظن البعض أنها من جرهم.
وفي سبائك الذهب وغيره أن لِحْيان بن هُذَيْل بن مدركة من مُضَر، ولحيان اليوم قبيلة من هُذيل معروفة كما كانت منذ الجاهلية، وتقع ديارها بين مكة ومر الظهران، وتسمى اللحيانية، ويزعمون أن حدهم كان سويقة - دخلت في المسجد الحرام - وتمتد شرقًا إلى سبوحة، وغربًا إلى فج الرحا، يجاورهم الأشراف النواصرة من الغرب، وكانوا حلفاء للبلادية من حرب، وبينهم وثائق لازالت موجودة، وتنقسم إلى فرعين رئيسيين، هما: محرز ومرير، وتنقسم محرز إلى الموسة والمسودة وبني محمد، وتنقسم مرير إلى المجانين والمسايبة والبطحة، ومن البطحة فرع صغير يقال لهم: معبد وليس هو معبد حرب المعروف.