تقطن منذ القديم فيما حول مكة من الشرق والجنوب والشمال وتمتد في الشرق إلى سروات الطائف في بعض الجهات. وهذه القبيلة لها شهرة عريضة في التاريخ العربي، اشتهرت بفصاحتها ووضوح بيانها، وكثرة شعرائها فقد خرج منها نيّف وسبعون شاعرًا مشاهير (١)، وصلنا من شعرهم كتاب ديوان الهذليين وهو من أهم دواوين الشعر العربي ومن أغزرها مادة لغوية وأسماها بيانًا ويعد بحق من أمهات دواوين الشعر التي وصلتنا من العصور الأولى.
وهُذَيْل في أول عهد التدوين كانت محط أنظار طلاب اللغة من الفقهاء والأدباء، وكانت باديتهم منتجعًا لئولئك الرواد ومن أشهر من خرج إليهم وتلقف اللغة عنهم إمام عصره ومجتهد وقته محمد بن إدريس الشافعي - رضي الله عنه -، ولست في هذا المقام أقصد تعداد ما لهذه القبيلة من حسب ومجد ولكنني أحببت أن أشير إلى ذلك إشارة عابرة تُذكِّر أبناء هذه القبيلة بعض ما لها من ماض تليد وهي اليوم تنقسم حسب اصطلاح القبيلة وسكناها من مكة المكرمة إلى هُذَيْل الشام. وهُذَيْل اليمن، فمن يقطن منهم شمالي مكة يعرفون بهُذَيْل الشام ومن يقطن منهم جنوبيها يعرفون بهُذَيْل اليمن وكل حزب منهم ينقسم إلى عدة أفخاذ لا يتسع المقام لذكرها، إذ الذي يعنيني في هذا البحث سوى هُذَيْل الطائف، وهم الطلوح والحساسنة وزليفة والعِبدَة والشعابين، وينقسم كل بطن من هذه البطون إلى عدة أفخاذ كما سأوضح.
أولًا: الطُّلُوح ويتفرع منهم:
١ - آل مَنَّاع وهم:
(أ) البقَلَة. (ب) آل حُمَيد. (جـ) آل زِيْدَان - الزيادين.