للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقريبًا من ذلك المكان نجد "الجُرف" القريب من وَدّان، وهو من منازل بني سهم بن معاوية المذكورين، وفيه أوقعت بنو سُلَيْم بهم في إحدى غاراتها عليهم (١).

ومن الأودية المذكورة "سَعْيَا، ومركوب" (٢)، وقد وردا كثيرًا - كما ورد غيرهما - في شعر هُذَيْل، ومن ذلك قول جنوب أخت عمرو ذي الكلب الهذلي من قصيدة ترثيه:

أبلغ بني كاهل عني مغلغلة … والقوم من دونهم سعيا ومركوب

أبلغ هذيلًا وأبلغ من يبلّغها … عني رسولًا وبعض القول تكذيب

بأن ذا الكلب عمرًا خيرهم نسبا … ببطن شِريان يعوي عنده الذيب (٣)

وبطن شريان هذا هو الموضع الذي قتل فيه (٤).

وربما كان الوادي الأخير - وادي مركوب - من أقصى هذه الأودية نحو الجنوب، فهو يقع خلف يلملم (٥) الذي هو ميقات أهل اليمن.

وهذه الأودية أعلاها لهُذَيْل، وأسفلها لكِنَانة.

ومن جبال تهامة في شمالي مكة ضَجْنان، وبينه وبين مكة اثنا عشر ميلًا تقريبًا، وهو لأسلم، وهُذَيْل، وغاضرة، وله ذكر في حديث الإسراء (٦)، وفي أسفله كُرَاع الغميم، وهو واد يقع بين ضَجْنان وعُسفان (٧) على ثمانية أميال


(١) معجم ما استعجم ١/ ٣٨٦ - معجم البلدان ٣/ ٨٤.
(٢) الجبال والأمكنة والمياه ص ٧٩.
(٣) ديوان الهذليين: القسم الثالث ص ١٢٥.
(٤) المرجع السابق نفس الموضع.
(٥) تاج العروس (ركب).
(٦) معجم البلدان ٥/ ٤٢٦.
(٧) القاضي عياض: مشارق الأنوار ١/ ٣٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>