للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبجوار ذي دروان تقع نقَرَى، وهي حَرّة من حرار الحجاز كان ينزل بها بنو لحيان، وبنو خزاعة (١).

ومن الأماكن المعدودة في هذه الجهة جُمدان، بين أمة وعسفان (٢)، وبين قديد وعسفان (٣)، فهي تقع في مثلث رءوسه هذه الأماكن الثلاثة، ويسوق الأزرقي رواية عن مسير تُبّع إلى مكة، ورد في ثناياها أن تبّعًا هذا نزل في بعض نواحي جمدان، وهو في طريقه إلى الحرم (٤)، وفي النفس شيء من هذه الرواية؛ لأن جمدان في شمالي مكة، وليست في طريق تبع من اليمن إلى البيت الحرام.

ويذكر القاضي عياض أن جمدان من منازل أسلم (٥)، وأسلم هذه من خزاعة التي أشرنا إلى جوارها لهذيل في هذه الأماكن، وقد كان بينها وبين هُذَيْل إحن وثارات بقيت مظاهرها إلى فجر الإسلام، حتى بعد إسلام خُزاعة (٦).

ومن أقرب هذه الأودية إلى مكة وادي سَرِف، ويقع شمال التنعيم على طريق القوافل الصادرة من مكة إلى المدينة، وكان ينزل به بعض بني لحيان مجاورين لبني ليث بن بكر (٧).

وكانت تقع قرية سرف على بضعة أميال من مكة، وبطن سرف سمي بعد ذلك بالنَّواريّة، ويقع بين التنعيم، ووادي فاطمة (٨)، ولفظ سرف اليوم يطلق أغلب ما يطلق على "مسجد ميمونة"، فأطلاله هي الأثر الوحيد الباقي في هذه الناحية (٩).

وأهم أودية هُذَيْل في شرقي مكة، وجنوبها الشرقي نخلة اليمانية، ونخلة الشامية، وهما واديان كبيران.


(١) معجم ما استعجم ٢/ ٣٨٥ - مشارق الأنوار ١/ ١٦٩.
(٢) شرح أشعار الهذليين (مخطوط) ١٦٧.
(٣) أخبار مكة ١/ ٧٩، ٨٠، ١٥٦.
(٤) المرجع السابق ١/ ٧٦.
(٥) مشارق الأنوار ١/ ١٦٩.
(٦) أخبار مكة ٢/ ٩٧ وما بعدها.
(٧) البقية ص ٣٨.
(٨) الجامع اللطيف ص ٢٩٥.
(٩) في منزل الوحي ص ٢٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>