للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوضع والانتحال اللذين قد يستهدف لهما الشعر، ويبعد بها عن الخطأ الذي يحدث - أحيانًا - عند الرواية عن الأعراب الذين قد لا تحسن نيتهم في كل ما يرويه عنهم علماء اللغة ورواتها.

وهكذا نرى أثر ابن مسعود وتلاميذه واضحًا في قراء الكوفة، وفي غيرهم من علماء العربية، وقد يلمس الباحث ذلك بجلاء في منهج النحو والنحاة في مدرسة الكوفة.

هذا، وقد كان من علماء الكوفة الهذليين ذلك النحوي اللغوي علي بن حازم "اللحياني" الذي أخذ عن الكسائي وغيره، وأخذ عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، وهو من بني لحيان بن هذيل (١).

ومنهم عبد الله بن عتبة بن مسعود وكان قاضيًا لمصعب بن الزبير على الكوفة (٢)، وعون بن عبد الله بن عتبة، وكان رواية ناسبًا شاعرًا (٣)، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة وكان من المحدثين (٤)، والقاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الذي كان من علماء الكوفة بالعربية، والفقه، والحديث، والشعر، والأخبار (٥)، وكان قد ولي القضاء بالكوفة (٦)، وهو أستاذ لابن الأعرابي من الكوفيين البارزين (٧).

فكانت بيئة الكوفة - كما سبق أن أشرنا - غنية بآثار الهذليين وتلاميذهم في اللغة والعلم والأدب جميعًا.


(١) معجم الأدباء ١٤/ ١٠٦ - بغية الوعاة ص ٣٤٦.
تاريخ العرب قبل الإسلام ٣/ ٤٢٩.
(٢) طبقات ابن سعد ١٠/ ٨٢ - أسد الغابة ٢/ ٣١٦ - الإصابة ٤/ ١٠٠.
(٣) البيان والتبيين ١/ ٤٤٣.
(٤) شذرات الذهب ١/ ٢٤٧.
(٥) البغية ص ٣٨١. معجم الأدباء ١٧/ ٥.
(٦) الزبيدي: الطبقات ص ١٤٦ - محجم الأدباء ١٧/ ٥.
(٧) معجم الأدباء ١٨/ ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>