ففي تاريخ الدولة العيونية (١) وكان أول حاكم لها في بلاد الأحساء هو عبد الله بن علي العيوني الذي حكم عام ٤٧٠ هـ وما بعدها، فعندما تغلّب على بني عامر بن ربيعة العامريين من هوازن، منَّ على كبار السن والنساء والصبية ورحَّلهم إلى بلاد عُمان، ولما تم بحث القبائل العامرية لم توجد في بلاد عُمان في تلك الحقبة، وقد ظهرت عشيرة باسم العوازم بعد نصف قرن في بلاد اليمن بعد هذا الحادث من ترحيل بعض بني عامر بما فيهم بعض كلاب، فالراجح أن هؤلاء العوازم هم العامريون الذين رُحِّلوا إلى عُمان، وقد اتجهوا بعد ذلك إلى بلاد اليمن حيث حالفوا بني جُل من قبيلة الحجور، يجمعهم معها الحلف ولا يجمعهم النسب.
والشاهد على تحرك القبائل من وإلى بلاد اليمن أيام القرامطة، هو التواجد لقبائل تُعرف باليمن معهم وتنتمي إلى القحطانية، فبعد تغلُّب عبد الله العيوني على سائر بني عامر من هوازن ومعهم قبائل عُمان واليمن التي كانت تناصر القرامطة، وبطبيعة الحال رجعت قبائل عُمان واليمن إلى بلادها بعد هزيمة القرامطة، وقد صحبتها غالبًا في عودتها عشائر وفخوذ من بني عامر أيضًا.
ومن المعروف أن قبائل بني عامر من هَوَازِن وبني سُلَيْم كان عداء الدولة العباسية لها شديدًا، وقد أدى ذلك إلى نزوحها إلى مصر في كنف الدولة الفاطمية، ومن ثم نزوحها إلى شمال إفريقيا بعد عام ٤٤٢ هـ، وتُسمى غزوة بني هِلَال وبني سُلَيْم الكبرى لبلاد المغرب.
(١٣) ذكر الأستاذ/ عبد الرحمن العُبيِّيد في كتابه العوازم عن أصولهم قائلًا:
(١) انظر تاريخ الأحساء، تحفة المستفيد لابن عبد القادر، البيوتات الحاكمة لأبي عبد الرحمن الظاهري، تاريخ هِجْر السياسي، ديوان السلطان الخطاب لإسماعيل قربان.