للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما القسم الآخر من آل سياف [الشراقي] وهم آخر من نزل من العوازم وترجع تسميتهم بالشراقي إلى أن كل من يفد من الجزيرة العربية إلى مصر يسمى [شرقاوي] نسبة للشرق. أما هم فينتسبون إلى خمسة رجال أبناء عمومة كانوا يقيمون وسط الحويطات في الحجاز هم صُبحي ومسلم وسلامة والحاج حماد وداود، وحدث أن مُسلَّما وأخاه سلامة قتلا واحدًا من الحويطات فدفعوا الدية، وأقاموا بين ظهرانيهم. ثم ما لبثوا بعد فترة أن قتلا آخر مما جعل أبناء عمومتهم - الحاج حماد، وداود يستاءون منها فقرر الحاج حماد وداود نزول مصر واللحاق بأهلهم فاتجها شمالًا نحو الأردن ثم سيناء ومنها اتجهوا للمنيا في الصعيد عند بني عمومتهم الصبحاو. أما سلامة وأخوه مسلم فكان معهما أخت لهما زوجوها لرجل خواري كان يزورهما من نجد فأخذها واتجه إلى نجد بينما اتجه مسلم وسلامة بأهلهما إلى ابن عمهم صُبحي الذي كان في هذه الأثناء في البحر، حيث كان شريكًا للحويطات على قطيرة (مركب شراعي) تقل المسافرين من ميناء (الوجه) في الحجاز إلى ميناء (القصير) فأخذاه واتجهوا لمصر. يقول الراوي: لما ابتعدت السفينة عن البر كان الحويطات قد وصلوا للشاطئ فنادوا: ارجع يا صُبحي .. ارجع يا صبحي (القطيرة) وهو يجيبهم مناديًا: إن البارود في بطني (البندقية)، أي الأمر خرج من يدي، ولما وصلوا (للقصير) باعوا المركب - حيث كان القصير سوقًا كبيرًا في تلك الفترة للعرب القادمين من الجزيرة - واستقر مسلم وسلامة وسط العوازم في منطقة (أبي تشت) آخر مركز لمديرية قنا شمالا ومركز البلينا. وهم الآن في البلينا من مديرية (سوهاج) ومنهم من رحل (للمنيا) أخيرًا، كما أن منهم من نزل جنوب (سوهاج) بثلاثين كيلا، وكان نزولهم هذا قبل ما يقرب من مائة وثلاثين عامًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>