عُتيبة حسبما أخذوا عن أجدادهم إلى بني سعد، فهاهنا تترجح كفة عُتيبة السعدي الهوازني في نسب عُتيبة فيكون هو الأصل في قبيلة عُتيبة نظرًا؛ لأن كثيرا من بطون عتيبة وأفخاذها تعود إلى بني سعد، ولا يستبعد دخول بعض من ذرية عُتيبة الجُشمي في نطاق عُتيبة السعدي وذلك لاتفاق الاسم والنسبة المشتركة إلى هوازن.
ومما يؤكد نسب عُتيبة إلى هوازن أيضًا اتفاق ديار عُتيبة قبل نزوح الكثير منها إلى نجد مع الديار التي كانت تحلّها هوازن في عصر الجاهلية وصدر الإسلام، حتى وإن كانت هناك هجرات من هذه المناطق من بطون هوازن المختلفة مثل جُشم وسعد ونصر وعُقيل وهلال وجعدة وقشير وغيرها، فإن ذلك لا ينفي بقاء القليل منهم في ديارهم، والقليل مع مرور القرون يتحول إلى كثير، وإنما القبائل تنسب إلى رجل واحد مهما عظم عددها، وذلك بفعل القرون المتلاحقة، وخاصة أن هوازن من قبائل قيس المشهورة بالكثرة ووفرة العدد منذ الجاهلية، ولعلّ الله جل شأنه خص بني سعد من هوازن بهذا النمو المتزايد في القرون الأخيرة بفضل بركة إرضاعهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحلوله في بواديهم زمن طفولته - صلى الله عليه وسلم -.
ويروى أن نجدًا ازدهى ربيعها وأعشبت أراضيها زمن دخول عُتيبة فيها بعد عام ١٢٦٠ هـ، عشبًا ونباتًا لم تعهده من قبل .. إنها بركة من الله وفضل على هؤلاء القوم، ولعل سائلا يسأل ويقول: أفكل عُتيبي اليوم يُنسب إلى ذرية بني سعد أو هوازن؟ والجواب أن الجزم بذلك من مستحيلات الأمور إذ لم تبق قبيلة من العرب كثر عددها أو قل، وسواء كانت تحل السهول من الوديان أم قلل الجبال إلا ودخل فيها فروع من غيرها. وهذا ينطبق على عُتيبة التي يتواجد فيها دواخل