وبمجرد وصولي إلى هذه المنطقة ذهبت إلى المدرسة وانتهيت من مهمة التفتيش عليها.
* في طريق العودة: وفي اليوم الثاني ٦/ ٧/ ١٣٧٤ هـ استيقظنا مبكرين وصلينا الفجر في مسجد القرية، ثم عدنا إلى دار محمد علي سليمان حيث تناولنا الفطور قبل طلوع الشمس، وكان الأخ اتفق مع رجل من أهل القرية على إحضار دابتين (حمارين) للعودة عليهما إلى (قهوة صَلَّى) وكانت المنطقة من بعد قرية (لغب) في الغالب منحدرات بين القمم أو الأراضي المدرجة التي عددتها في بعض المرتفعات فوجدتها (٢٢) مدرجًا وكلها عبارة عن حقول للقمح والشعير وتسقى بمياه الأمطار.
مررنا في الطريق بقرية (السلافة) التي كثيرًا ما سمعنا بها في هذه الرحلة لأنها قرية زراعية وتعد ملتقى طرق، ولكما ارتفعنا إلى ملتقى رأينا الطريق ممتدًا ملتويًا بين القمم إلى أبعد من رؤية العين، ولم يكن يسعنا غير الاستعانة بالصبر وطول البال ونقول: لقد صدق المثل: (كل من سار على الدرب وصل) وها نحن على الدرب، واستمر سيرنا نهارًا كاملًا تخللته استراحتان، إحداهما عند سانية لبستان استهوانا صوتها ومنظر الماء يتدفق من الغروب فارتحنا قليلًا عندها، والاستراحة الثانية كانت كذلك عند بئر لأداء الصلاة صلاة الظهر والعصر.
ووصلنا قبل غروب الشمس قهوة صَلَّى حيث كان السائق في انتظارنا فركبنا واندفعت بنا السيارة نحو (وادي لِيَّةَ) وبعد ثلاث ساعات وصلنا بيت الأستاذ محمد مختار في (وادي الفُعُوْر) في وادي ليَّة حيث نزل وواصلت السيارة سيرها بنا إلى الطائف فمكة والحمد لله أولًا وآخرًا.