للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتوجه مخلد القثامي إلى ابن هندي والمقيم في عروى وهو من ضواحي الدوادمي من الشمال - في بلاد نجد - وسلمه رسالة ابن رشيد، فرد عليه ابن هندي برسالة تهديد أخرى، يوضح فيها ابن هندي أنه مستعد لحرب ابن رشيد، ويستطيع هزيمته، وإن أحوج الأمر أن تقام الحرب في حائل قاعدة ابن رشيد.

فرد ابن رشيد على هذه الرسالة بقصيدة طويلة، منها:

إن كان ابن هندي نوانا برزان … حِنّا على عروى قصّرنا مسيره

وبرزان لابن رشيد وعروى لابن هندي، وقد وضّح ابن رشيد في هذا البيت من الشعر أنه لا يريد أن يكلف قبائل عتيبة مشقة المسيرة من عروى بنجد إلى برزان بالشمال من نجد، فسوف يحاربه في عقر داره (عروى)، فرد عليه ابن هندي:

يا محمد بن عبيد كأنك برزان … شرا تلاقيه الوجيه الشريره

ومن زان حِنّا له على الزين خلان … ومن شان نسقيه الجروح الضريره

وهنا يقصد أن ابن رشيد لو أراد الحرب فهو برزان لأنه لا يخوض المعركة بنفسه، بل يرسل رجاله فقط، أما ابن هندي فهو الذي يقود المعركة بنفسه، ويظهر أن ابن رشيد هو محمد بن عبيد.

وقامت الحرب الضارية بين عتيبة وبين جيوش ابن رشيد استمرت مستعرة سنينًا طويلة كانت الغلبة في أول الأمر لابن رشيد، ثم انتصرت عُتيبة في نهاية الأمر، وانطفأت أوار الحرب ووضعت أوزارها بين الطرفين بعد مئات القتلى والجرحى من كلاهما. ولابن هندي في هذه المعارك الدامية قصائد مطولة توضح ما صار في هذه الحرب المريرة بين الإخوة من أبناء الجزيرة العربية لا يتسع المقام بذكرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>