جري" (١) ويستدلون على ذلك باشتراك الوسم. إذ إن وَسْم القبيلتين هو الزناد [رسم] والمعروف عنهم أن جدهم جروان غادر الحجاز بسبب دم اتهم به فنزل سيناء واستوطن جبل الحلال فيها، وهم يرفضون بشدة ما يقال عنهم أنهم من سلالة رجل فلاح اسمه كلوب.
ومما يروى أن الترابين اجتمعوا مع خصومهم العيايدة في بيت جروان هذا لأجل الصلح، وفعلا تم الصلح بينهما هناك، ويظهر أن الفريقين أكبراه لعقله ودرايته فأراد كلّ منهما أن يكون جروان حليفًا له، إلَّا أنه أبى أن حليفًا للواحد ضد الآخر، وإنما رضي أن يكون أليفًا للترابين ونزل أراضي بئر السبع (وكانت في تلك الأزمان تدعى بلاد غزة).
وعندما هبط جروان هذه البلاد أحبها وعزم على استيطانها فحجر أملاك قبلي نوران والرابية والصليب وأنشا في الأخيرة بركة ماء لا تزال تدعى الآن بركة جروان.
وتزوج جروان بعد أن طاب له المقام بفتاة من أهل هذه البلاد وكثرت ذريته فصارت تدعى الجراوين.
ويظهر أن الترابين قتلوا واحدًا من الجراوين فعد هؤلاء عمل حلفائهم هذا خيانة وأرادوا الانتقام منهم إلَّا أنهم لَمْ يقدروا عليهم بسبب قلة عددهم وكثرة خصومهم فاضطروا للجلاء. ونزلوا الشمسانيات وهي منازل الرماضين في الوقت الحاضر حتى أن واحدة من نسائهم تدعى (أم غليون) وهي جدة الغلايين حفرت هناك هرابة لا تزال تدعى باسمها حتى الآن وقد ظل الغزو والقتال متصلًا بين الفريقين إلى أن اصطلحا ومن شروط الصلح:
أ - لا تجوز (جيرة) على أرض (أي لا يمنع شخص عن دخول أرض من الأراضي بوجه زيد من النّاس).
(١) بنو جري لهم قرية كبيرة باسمهم في الشرقية بمصر وكان باقيهم في شمالي سيناء وفلسطين وهم من جُذام القحطانية.