ومن حوادثهم أيضًا أن عبد المدان أغار عليهم في يوم السلف في جماعة من بني الحارث بن كعب (من القحطانية)، ومنها أيضًا: أن أبا بردة بن هلال بن عويمر أغار على هوازن في بلادها. وغزا الرسول - صلى الله عليه وسلم - هوازن بوادي حُنين، لست خلون من شوال، بعد فتح مكة، وفي اثني عشر ألفًا من المسلمين، ورئيس هوازن مالك بن عوف النصري، فلما نظر إلى جيش المسلمين قال هلكت هوازن، فلا هوازن بعد اليوم، ولما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الطائف في شوال، ووصل إلى الجعرانة، وفيها السبي أي سبي هوازن، قدمت عليه وفود هوازن مسلمين، وبايعوا، ثم كلموه، فقالوا يا رسول الله إن فيمن أصبتم الأمهات والأخوات والعمات والخالات، فقال: سأطلب لكم، وقد وقعت المقاسم فأي الأمرين أحب إليكم السبي أم المال؟ قالوا: خيرتنا يا رسول الله بين الحسب والمال، فالحسب أحب إلينا، ولا نتكلم في شاة ولا بعير، فقال: أما الذي لبني هاشم، فهو لكم، وسوف أكلم لكم المسلمين، فكلموهم واظهروا إسلامكم، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الهاجرة، فتكلّم خُطباؤهم، فأبلغوا وأحسنوا القول، ورغبوا إلى المسلمين في رد سبيهم، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ، وشفع لهم، وحض المسلمين عليه، وقال: قد رددت الذي لبني هاشم عليهم.
وارتدوا سنة ١١ هـ عن الإسلام فيمن ارتد من العرب، واشتركوا في حوادث سني ٣٦، ٥١، ٦١ من الهجرة.
أصنامهم: كان لهم جهار وهو صنم لهم بعكاظ، وكانت سدنته آل عوف من بنى نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، وكانت بني محارب بن خصفة بن قيس عيلان معهم، وكان في سفح أطحل، وكانوا يعظمون ذا الخلصة.