للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٥) ما قاله عاتق بن غيث البلادي الحربي عن ديار وتاريخ وبطون عُتيبة (١):

قال: عُتيبة إحدى القبائل الكبيرة اليوم في شرق الحجاز ونجد، كانت ديارها حرَّة الحجاز شمال مكة على مدركة ورهاط ممتدة شرقًا وجنوبًا إلى الطائف وما حولها، ثم قامت حروب بينها وبين جاراتها، فحاربت قحطان فأجلتها عن الأرض الممتدة على جانبي الطريق النجدية بين الدفينة والدوادمي، ثم احتلت ديارها، وحاربت مُطيرا في السفوح الشرقية لحرّة الحجاز فزحزحتها عن المحاني وحرّة كشب، فانساحت مُطير إلى شمال شرقي نجد فملكت عُتيبة تلك المنطقة إلى ضَرِيّة ونفء وعَنْز من جنوب القصيم، وأصبحت ديار عتيبة اليوم تمتد من رهاط - شمال مكة - غربًا إلى قرية الغطغط - غرب الرياض - شرقًا، أما حدها الجنوبي، فتضرب قوسًا على الطائف من الشمال والشرق والجنوب، ثم تأخذ يمين الطرق النجدية على جنوب الموية وعفيف والشعراء إلى جبل اليمامة، وفي الشمال، تبدأ من الحرّة جنوب حاذة ثم على شمال حرّة كشب فضَرِيّة إلى الوشم.

وعتيبة قبيلة ذات قوة ومنعة (٢)، وكانت ذات غلبة تخشاها كل القبائل، ولذا يقولون لها (عتيبة الهيلاء). ومن تاريخ عتيبة: أنها كانت تساند الأشراف في مكة حينًا، وتزعجهم أحيانًا، وكانوا خاصة عبد الله بن الحسين بن علي وأصفياءه، واشتركت عتيبة في فتح الطائف سنة ١٣٤٣ هـ بقيادة ابن بجاد أحد أمراء بني حميد الذين كانوا أمراء لشمل عتيبة، وأحدثت هناك مذبحة عظيمة.

وأضاف: وتنقسم عُتيبة إلى فرعين عظيمين، هما برقا ورَوْق، وتنقسم برقا إلى شَمْلة وعيال منصور، وبالتالي شملة تنقسم إلى بني سعد وهم بني سعد بن بكر بن هوازن بن منصور، والمقّطة ويقال لها ترثة عُتيبة لقوتها، والروسان. أما


(١) عن معجم قبائل الحجاز ص ٣١٥ - عاتق البلادي - دار مكة للنشر والتوزيع - طبعة عام ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م.
(٢) يقول العرب عنها عُتيبة دفَّاعة الشر، أي ترد من يعتدي عليها مهما كانت قوته.

<<  <  ج: ص:  >  >>