للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على السكان تُدفع بصفة دورية لحاكم المنطقة المقيم في قلعة قدير جنوب سكاكا، مما أثار حفيظة راشد وأبناؤه، فدفعهم ذلك إلى أخذ ما بداخل الأوعية من الأطعمة واستبدالها بأكوام مخلفات شجر الإثل (العبل) والتراب وأمرهن بالسير إلى راع قدير وإخباره بالأمر. عندها استشاط راع قدير غضبًا؛ لأنه لم يعتد مثل تلك الجرأة، وعقد العزم على مقاتلة راشد وأبنائه وبالفعل تمت المنازلة وقُتل على إثرها سلامة بن راشد وأحد أبناء راع قدير الذي أيقن بأنه لا يستطيع مقاومة تلك القوة الطارئة في المنطقة، وكان لسلامة بن راشد الذي قتله راع قدير ابنا اسمه حسن الذي قَتَل راع قدير فيما بعد بمكان يُعرف باسم (النقيب) بين دومة الجندل وسكاكا، حيث وقف حسن الشاب اليافع بالمكان المذكور منتظرًا عودة راع قدير إلى قصره جنوب سكاكا وعندما شاهده راع قدير ممتطيا فرسه سأل على الفور قائلًا: (وش هالجهامة) (١)؟ فرد عليه حسن قائلًا: (حسن يدوِّر ثأر سلامة) (٢).

وقد عرف راع قدير على الفور أن ذلك الشاب هو حفيد راشد الذي انتزع منه الزعامة في سكاكا وتمت المنازلة واستطاع الشاب بحماسته وقوته أن يقتل قاتل أبيه فانجلت من تلك اللحظة حقبة مظلمة من الاستبداد والظلم في منطقة الجوف شهد بها كافة سكان المنطقة الذين لا يزالون يُقدِّرون ذلك الموقف الشجاع لجماعة آل راشد بالمنطقة إضافة لمواقفهم البطولية بدءًا من هذه الحادثة ومرورًا بقتل منصوب بن شعلان المدعو عامر المشورب على يد أحفاد راشد زعيم حلف المعاقلة الشيخ رجاء بن ذباح بن مويشير آل راشد بن عمرو بن ناصر وانتهاءً بتزعم الشيخ رجاء لأعيان الجوف وتسليم المنطقة للحكم السعودي الزاهر.


(١) أي: ما هي تلك الهيئة التي أرى.
(٢) أي: يبحث عن ثأر أبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>