والبدارة، والتياها يملكون حتى الوقت الحاضر أراضي التيه ولهم حق المنافع في تلك المناطق وقد شاركهم الترابين فيما بعد في تلك المنافع إلى جانب الأحيوات والحويطات، وقال بعض الباحثين: إن التياها يحدهم من الشرق من الخط الواصل من مطلة نخل الشرقية إلى جبل الحسن ومن جبل الحلال إلى نقب الراكين، وبذلك فإنهم يملكون أغلب وادي العريش وحوض الجرافي وهي من أغني مناطق سيناء بالعيون والآبار، ومن التياها قسم كبير سكنوا جنوب فلسطين في منطقة بئر السبع بصحراء النقب منذ عدة قرون، وقد كان التياها من حلفاء السواركة وبلي والرميلات والسماعنة في فترات طويلة أثناء حروبها مع الترابين، وحالفت فترة من الوقت قبيلة الحويطات ضد السواركة.
وقال نعوم شقير: إن التياها (١) والترابين سكنوا سيناء في زمن واحد، وقد سكن التياها بلاد التيه وسكن الترابين الطور جوار بني واصل، ثم وقعت حرب بين القبيلتين على عين سدر كان الفوز فيها للتياها وانهزم الترابين إلى مصر، ثم عادوا إلى سيناء واصطلحوا مع التياها في بلدة نخل على أن يكون للتياها أرض الجلد وللترابين أرض الدمث، فسكن التياها بلاد التيه من جبل الحلال إلى نقب الراكنة شمالًا وجنوبًا ومن مطلة نخل الشرقية إلى جبل حسن شرقًا وغربًا وسكن الترابين شمالي جبل الحلال بين التياها والسواركة، وامتدوا شمالًا لشرق غزة وكان درك التياها في درب الحجِّ المصري من جبل حسن إلى مطلة نخل الشرقية، وأشهر مراكزهم نخل وجبل الحلال وعين القصيمة وعد المويلح، وأشهر مزارعهم في أودية المويلح والصبحة والقصيمة وضرام ومعظم وادي العريش، وتسكن عشيرة القديرات بوادي القديرات المسمى باسمهم، وعشيرة البريكات في وادي ماعين وقريا، وأضاف أن التياها هؤلاء مشهورون بالبساطة وشكاسة الأخلاق!
وذكر من فروعهم بسيناء الصقيرات والبنيات والشتيات والقديرات والبريكات، وكان شيخهم في بداية هذا القرن حمد مصلح من عشيرة الصقيرات.
(١) وقال نعوم شقير: كان للتياها رطلان عن كلّ ما يباع من المأكولات وربع كيلة عن كلّ صنف من الغلال في سوق نِخْل.