للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجاهلية حتى يومنا هذا كزهران وغامد وثقيف وهُذيل وما إليها من القبائل، فإننا لم نجد أحدًا من أبناء هذه القبائل حرف اسم قبيلته أو الانتساب إليها، فالزهراني ينتسب زهراني والغامدي ينتسب غامدي وكل أبناء تلك القبائل ينطقون أسماء قبائلهم صحيحة وينتسبون إليها انتسابًا صحيحًا، فلماذا التحريف الذي دخل على اسم جُشَم لم يدخل على أسماء تلك القبائل، ولا أعني بهذا نفي احتمال رجوع القثمة في نسبهم إلى بني جُشَم ولكن الجزم بالإرجاع يحتاج إلى دليل.

وعلى أي حال فالقثمة اليوم ليست في حاجة إلى الظن بأنها من بني جُشَم أو من غيرهم فهي قبيلة كريمة ومن كبريات قبائل برقا في عتيبة لها من ماضيها وحاضرها ما يرفع بيت مجدها شامخًا بين قبائل الجزيرة.

ومن القثمة هؤلاء الشاعر المشهور مخلد القثامي (١)، قال أستاذنا محمد سعيد كمال: "مخلد من الشعراء الذين يتنفسون بالشعر عن لوعة وحرقة له غزليات لا يقدر أن يكتمها لأن قلبه يهذي بها فينطق بها لسانه، فهو غزلي رقيق ينتهي نسبه إلى جُشَم بن معاوية بن بكر، وكان الأصح في نسبته أن يقال الجُشَمي بدلًا من القثامي، ولكنها تحريفات العامة. توفي مخلد سنة ١٣٣٧ هـ"، (نسبته إلى جُشَم تحتاج إلى دليل كما أوضحنا آنفًا) نشر المحفوظ من شعره بالجزء الثاني من سلسلة الأزهار النادية التي يصدرها أستاذنا ابن كمال ومن شعره في الغزل قوله:

يقول مخلد بادٍ الحيد الأسمر … في مرقب قِدْم الظعاين منيفي

يا الله واني في رجاك أتصبَّر … صبر الديار المسنية للخريفي

تَعْزَا لعين دمعها حار وأمطر … لسنه تَهَشَّم حجرها بالذريفي

والله لولا العظم يوم أتعمر … إلى كَويت العظم عبدي وريفي


(١) دريد بن الصمة، حياته - شعره، ص ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>