التي استعرضها النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - عندما انخرط أبو سفيان في لواء الإسلام. ولقد خرج سالم التيهي مع قومه من الحجاز مع من خرج منها أثناء الفتوحات الإسلامية الأولي، ثم نزلوا صحراء سيناء واستوطنوا التيه، وهناك كثرت ذريتهم وانتشروا حتى احتلوا قسمًا كبيرًا من الأراضي المجاورة لهم: وها هم اليوم يشغلون أخصب البقاع في سيناء وفلسطين.
وهنالك فريق يزعم أنهم لما جاءوا من الشرق كانوا بقيادة أميرهم (رباب) وأنهم بعد أن نزلوا بادية التي استوطنوا (جبل الحلال) ثم أخذوا من هناك يزاحمون العزازمة والحناجرة ويحتلون أراضيهم إلى أن أرغموهم على النزوح إلى حيث هم الآن.
ثانيًا - عن فروع التياها قال:
وفرق التياها كثيرة منها ما هو تيهي الأصل والنسب كالعلَّامات، والحكوك، والنتوش، واليدينات، وأولاد عمري، والشلاليين، والشتيات والصقيرات، والبنيات (١)، ومنها ما ليس بتيهي، بل تابع أو حليف انضم إليهم كالظلَّام، والرماضين، وبني عُقبة، وبلي، وغيرهم، وهذه الفرق كلها مشهورة بالكرم والوفاء والصدق.
وأما القديرات فقد اختلف في أصلهم، فمن قائل أنهم تياها أصلًا وفصلا ومن قائل أنهم ليسوا كذلك. وسنوفي هذا الموضوع حقه عند البحث عنهم في فصلهم الخاص.
كان لرباب - عندما نزل بادية التيه - خمسة أولاد هم:
عمري: جد عيال عمري.
حك: جد الحكوك.
علام: جد العلَّامات.
(١) إن الفرق الثلاث الأخيرة من عربان سيناء في الوقت الحاضر.