للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حدثني الشيخ سلمان الهزيل "شيخهم الحالي" قال: إن أصلنا من البريكات من تياهة سيناء وأن (بريك) جدهم و (صقير) و (بنية) و (شتيوي) إخوان أربعة من أب واحد. ولقد خلف "بريك" البريكات الموجودين الآن في سيناء بقيادة "الشيخ مضعان العضيضي"، و "صقير" الصقيرات وهم التياها الذين يرأسهم الشيخ سالم العوامرة"، ومن "بنية" جاء البنيات ومن شتيوي" جاء الشتيات وكلهم من عرب التياها النازلين في سيناء والتابعين لحكومة مصر في يومنا هذا.

وقال: "كانت سطوة الهزيل، في زمن جدي (١) أقوى من كلّ وقت، وكان حكمه ممتدًا من جبل الخليل حتى وادي العربة. وكان قسم كبير من القيسية (٢)، والترابين، والعزازمة ينضمون إلى الهزيليين في حروبهم وقد وصل هؤلاء من النفوذ والسطوة إلى درجة أن العرب الذين كانوا يدخلون فلسطين من شرق الأردن في طريقهم إلى غزة كانوا يحسبون لهم حسابا عندما تطا أقدامهم وادي العربة (٣). وعلى قول أنهم ما كانوا ليقدروا على اجتياز الحد قبل أن يعدُّوا للأمر عدته، ويقدموا إلى كبير الهزيليين ما قدَّرهم عليه الإله من سمن ودقيق وذبائح وجمال وما إلى ذلك من هدايا وافرة".

ويظهر أن الأتراك لَمْ يعجبهم استبداد الهزيلين هذا، فاستحضروا شيخهم سليمانًا إلى الشام، وهناك شنقوه؛ ومن قائل أن الحكم بالشنق صدر على أثر الشكاوى المرة التي رفعها إليهم كلّ من الشيخ سليمان بن عطية وحليفه محمد أبو علي الشوا من ملاكي غزة ووجهائها. ومن التَهَم التي ألصقاها به أنه كان يغتصب البنات ويهتك أعراضهن جبرًا، وأنه فض بكارة أربعين فتاة من هذا القبيل. ومنها أنه جمع من العربان مالًا كثيرًا بطرق غير مشروعة، وأنه لا يدفع للحكومة شيئًا من المال الذي يجمعه باسمها.

وأما العداء بين بني هزيل التياها وبين بني عطية (المعَّازة) فيرجع إلى أسباب


(١) ويُدعى الشيخ سلمان أيضًا وقد اشتهر بالظلم والميل للشر.
(٢) أهل جبل الخليل.
(٣) هو الحد الفاصل بين فلسطين وشرفي الأردن وسنأتي على ذكره في تاريخ السعيديين من الحويطات.

<<  <  ج: ص:  >  >>