للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة المنورة، وغزواته لعشائر من نجد، خرجت على الملك عبد العزيز ولجأت إلى أطراف العراق فقضى عليها الدويش، ورافق اسمه الرعب (١). فكان فيصل الدويش رائدًا في حركة الإخوان، وزعيمها الأول بلا نزاع، وبطل الجزيرة الأسطوري خلال ١٥ سنة، وستظل ذكراه حية، ومرتبطة بقضية الحل الإسلامي، ما شاء الله، وما وعى التاريخ فهو المثل الكامل لقدرة تعاليم الإسلام على تغيير الانسان العربي، أو صنع البطل العقائدي، من الفردية البدوية (٢).

إن قراءة في تاريخ فيصل الدويش، الذي لم يكتب، بل ورغم كل التشويهات التي قيلت ضده، وافتريت على تاريخه، تقنعنا بأنه لا مبالغة في كل ما سمعناه عن التحول الأسطوري في الشخصيات في عصر النبوة (٣).

ولعل قصيدة ابن عثيمين تعطي صورة لانطباع الناس وقتها، ولما أطلقته حركة الإخوان من رعب في نفوس المعادين، وأثارته من قوة وعزة في نفوس السعوديين:

سلم على فيصل واذكر مآثره … وقل له هكذا فالتفعل النجب

سيف الامام الذي بالكف قائمه … ماضي المضارب ما في حده لعب

الساكنين بأرطاوية (٤) نصحوا … للدين بالصدق ما في نصحهم خلب

كذلك إخوانهم لا تنس فضلهم … هم نصرة الحق صدقًا أينما ذهبوا

أعني بهم عصبة الإسلام من سكنوا … مبايضًا (٥) ولحرب المارق انتدبوا


(١) شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز ج ١ و ٢ ص ٤٦٥.
(٢) السعوديون والحل الإسلامي ص ٥٩٥ محمد جلال كشك.
(٣) السعوديون والحل الإسلامي ص ٥٩٥ محمد جلال كشك.
(٤) قاعدة بلاد مُطَيْر تبعد عن الرياض حوالي ثلاثمائة كيلو شمالية وترتبط بمنطقة المجمعة إداريًّا أنشئت للإخوان ١٣٣٠ هـ.
(٥) من أملاك قبيلة مُطَبْر واقعة شمال (تمير) ١٠ كيلوات، أنشئت للإخوان عام ١٣٣٤ هـ هجرة للهوامل من مُطَيْر.

<<  <  ج: ص:  >  >>