قال ذلك وقبل أن يسمح للعبد بالجواب استل سيفه وقطع به رأس العبد. فقام داود من فوره ونادي بين قومه، فافترق القبيلان ووقع بينهما قتال شديد هو الذي كان يتمناه الوحيدي.
ولكي يجرئ بعضهم بعضًا على القتال وعدم الهرب وضع الأمير داود وراء رجاله النساء ليرمين كلّ من تحدثه نفسه بالهرب من صف القتال بالنبلة. وكذلك فعل مسعود، وظل القتال مستمرا حتى كانت (المطيرية) السبب في فناء الفريقين ولم يسلم منهما إلَّا نفر أقلاء.
ولقد تشتت هذا النفر القليل في جميع أنحاء البلاد، فنزل قسم منهم أراضي السبع، وقسم في المويلح من أعمال الحجاز، وقسم في مصر (وهم فريق أبو فومة)، وقسم في الكرك (وهم جماعة ابن ثبيت)، وقسم في الفارعة من أعمال جبل نابلس وهم (المساعيد)، وكذلك الدردار أولاد جعفر الطيار، فالشائع بين بني عُقبة أنهم من نسل الأمير داود.
ومن الذين لَمْ يقتلوا في الحرب المار ذكرها (علي بن نجدي) من جماعة الأمير داود هو جد بني عُقبة الحاليين، وقد نزل هذه البلاد مع الوحيدي أمير الجبارات، وهنا تزوج وكثرت ذريته فجاء منه النسل الذي تراه في بئر السبع في الوقت الحاضر.