وجبل الغرمول يُرَى من بُعْد كأنه علم مرتكز شمالًا منه جُبيلات بعضها كبير هي جُزء منه، بينهما عشرة كيلوات، وإلى الشرق في حقْفِ الرملَة ضِلْعُ كُتَيْفَةَ وأقواز رُمْحَيْن.
قالت الشاعرة:
يَا منِيْر أنا فَاطِريْ وَنْيَهْ … تَشْكِي الْحَفَا مِن سمارِيْهَا
مِسْرَاحَها اليوم من رنيه … وَالقُنْصُلِيَّة ممَاسِيْهَا
وجاء في مجلة "العرب" ٢٣/ ٦٩٨: من جبل حَسَن ترى الإبل التي تشرب على مورد القنصلية المعروفة وهي منه ناحية الشمال الغربية في الفرشة، في بطن الوادي غرب عرق سُبيع وشرق الحرَّة - والأصح - شمال شرق، وسُمِّيت بهذا الاسم لانتشار نباتات صغيرة تسمى القُنصل يشبه الثمام، والنَّصي يكثر في أرضها، والقنصلية عدة رُسُوْسٍ وآبار قديمة مطوية بالأحجار والأخشاب، وقد قامت حكومتنا الرشيدة بحفر ثلاثة آبار كبيرة يردها أبناء البادية بسياراتهم وإبلهم ومواشيهم. وبالقرب منها بقايا قصر مبني من الطين قال الشاعر عبد الله بن جرفان:
واشتهرت القنصلية بموقعة سنة ١٢١٢ هـ بين جيوش الأمير عبد العزيز بن محمد ومن معه من سُبيع وقحطان والدواسر، بقيادة هادي بن قَرْمَلَة ورُبَيّع بن زيد، وبين أمير مكة الشريف غالب بن مساعد.
ووقفَ وخيَّمَ عليها الملك عبد العزيز في رمضان عام ١٣٣٧ هـ بعد معركة تُرَبة، قادما من نجد بجيش عدده اثنا عشر ألف مقاتل، فلقي وهو في الطريق بين ماء القنصلية والخرمة من قص عليه خبر الانتصار في تُرَبة، واستمر حتى وصل الخرمة ثم تربة وقال قولته المعروفة:(كفى الباغي جزاء بغيه)(١).