للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهنا نرى تكرار الذهاب ومواضعه كثيرًا في أشعار بني عامر بن صعصعة، ومنهم من نسبه إلى الْكَوْرِ كالجعدي وهي نسبة صحيحة، يثبتها الواقع الآن، وسنوضحه فيما بعد، وهذا الكَور هو ما دعاه الهمْدانيُّ كوَر عامِرِ تَيْمٍ، فهو ذكره وفرَّق بينه وبين الكوْرِ جبل رنية. قال أَوْس بن مُدْرِك (١):

تَبَالَةُ، والعِرْضَانِ: تَرْجٌ وبِيْشةٌ … وقَوْمِي تَيْمُ اللَّاتِ، والاسْمُ: خَثْعَمُ

وقال النابغة الجعدي العامري (٢):

ونحنُ أزلنا مَذْحِجًا عن ديارها … فزالُوا وكانُوا أَهْلَ تَرْجٍ وعَثَّرا

ولعل هذه الأكوار جبل رَنية وكَوْر أُثَال والكَوْر هذا الذي نحن بصدده، هي التي عناها الجعديُّ حين قال:

جلبْنا مِنَ الأَكْوَارِ والسِّيِّ والْقَفَا … وَبِيْشَةَ جَيْشًا ذَا زَوَائِدَ جَحْفَلا

وقد قال ذلك الجعديُّ أيَّام تماسُك قومه بني عامر بن صعصعة، ونزولهم في أسافل أودية السراة الشرقية وما حولها وفي عالية نجد. وكما هو معروف لما هذه القبيلة من قوة وكثرة قبل تفرقها وهجرة بعضها أيام الفتوحات الإسلامية والهجرة الهلالية، قال حُمَيْد بن ثَوْرٍ الهلالي العامري (٣):

لَيَالي دنيانا علينا رَحيْبَةٌ … وإذْ عامرٌ في أَوَّلِ الدَّهْرِ عامِرُ

ولعلَّ العُجَيْرَ السَّلُوليَّ (٤) وهو من سكان بيشة عنى كَوْرَ عامرِ تَيْمٍ حين خاطب بعض قومه وقد جنى جناية فلجأ إلى هذا الكَوْر قال:

أمِنْ أجْلِ شَاةٍ بِتُّما بقذالة … مَنَ الكَوْرِ تجتابان سُودَ الأَرَاقِم

وهذا الكَوْر يعرف اليوم - بكور آل عمير (٥)، نسبة لسكانه هؤلاء من سُبيع بين


(١) صفة جزيرة العرب تحقيق ابن بليهد ص ٢٨٥.
(٢) البكري رسم (ترج) و (الكور).
(٣) ديوان حميد بن ثور.
(٤) "معجم البكري" رسم (الكور).
(٥) بُرَيْهة لقب لآل عمير، لذلك قد يقال: كور بريهة.

<<  <  ج: ص:  >  >>