فوقها قعودًا وخلع عليها ملايته الحريرية، وكان الأحيوات في طريقهم إلى هذه الغزوة التقو رجلًا حسن البزة لابسًا لبس الشيوخ فقتلوه ظنا إنه شيخ للسواركة ثم ظهر أنه من أولاد سليمان العرايشية، فبعد الواقعة اجتمع كبار العرايشية وقبيلة الأحيوات في مقعد الوحيدي في وادي غزة فرضي العرايشية بأخذ الدية ٤٠ جملًا فأخذوا منها عشرين جملًا وعلقوا العشرين الأخرى حِسْنة على الأحيوات لأن القتل كان أصلًا خطأ منهم.
قلت: وما جاء به الأحيوات غنيمة من السواركة من إبل راح ربعها في دم العرايشي وسيذهب الباقي لا محالة الآن ما جاء من مهاوش راح في مهابر! " أي ما كسب من حرام غصبًا مصيره الخسران طوعًا أو كرهًا.
"وقعة الطيبة" وبعد هذه الغزوة بسنة جمع السواركة جموعهم وغزوا الأحيوات في وادي الطيبة أحد فروع القريص، وكان هناك من الأحيوات الشيخ علي والمسح أبو غريقانة فشردا فلحق بهم فارس من السواركة فوقع الشيخ علي من على هجينه ولكنه نهض للحال وأخذ بندقيته وهمّ بضرب الفارس فصاح الفارس قائلًا: أنا في وجهك فتركه، ثم ركب ناقته وصعد على قوز مرتفع وتبعه المسح إليه فتحصنا فيه واستعداللدفاع، ولما وصل غزاة السواركة إليهما ظنوهما جمعًا كبيرًا فاجتمع شيخ السواركة بالشيخ علي وعقدا هدنة سنة، ثم اجتمعا في بيت ابن فياض الترباني وعقدا صلح "قلد"، وبعد ذلك بمدة حالف مسمح بن عليان ابن أخي علي الترابين وحارب معهم السواركة في واقعة المكسر عام ١٨٥٦ م، كما سوف نبين عنها في السرد عن الرميلات.