للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان تيمور من جملة خدمه قبل السلطنة وقد كان جلال الدين هذا شيخًا يقتدى به (١).

٢٥ - الجمانة بنت المهاجر بن خالد بن الوليد: من ربات الفصاحة والبلاغة، نظرت إلى عبد الله بن الزبير وهو يرقى المنبر يخطب في يوم جمعة فقالت حين رأته رقى المنبر: أيا نقار يا نقار (٢)، أما والله لو كان فوقه نجيب من بني أمية أو صقر من بني مخزوم لقال المنبر: طيق (٣). فأنمي كلامها إلى عبد الله بن الزبير فبعث إليها فأتي بها، فقال لها: ما الذي بلغني عنك يا لكاع؟ قالت: الحق يا أمير المؤمنين. قال: فما حملك على ذلك؟ قالت: لا تعدم الحسناء ذاما، والساخط ليس براض، ومع ذلك فما عدوت فيما قلت لك أن نسبتك إلى التواضع والدين، وعدوك إلى الخيلاء والطمع، ولئن ذاقوا وبال أمرهم لتحمدن عاقبة شأنك، وليس من قال فكذب كمن حدث فصدق، وأنت بالتجاوز منك جدير، ونحن للعفو منك أهل، فاستر على الحرمة تستتم النعمة، فوالله ما يرفعك القول ولا يضعك، وإن قريشًا لتعلم أنك عابدها وشجاعها ولسانها، حاط الله دنياك، وعصم أخراك، وألهمك شكر مولاك (٤).

٢٦ - جميل الخالدي: كان قد اشترك مع السكاكيني هو وعلي جار الله وأفتيم مشبك في إنشاء المدرسة الدستورية بالقدس سنة ١٩٠٩ م (٥).


(١) انظر: در الحب في تاريخ أعيان حلب ج ٢ ص ١٩٤، ١٩٥، ١٩٦، ترجمة ابنه محمد بحرف الميم من هذا المبحث.
(٢) النقر وهو بالفتح اضطراب اللسان، وبالكسر مراجعة في الكلام، والمراد أنها تعرِّض بعبد الله وأنه ليس بالخطيب الذرب اللسان.
(٣) طيق حكاية صوت الحجر، والمراد أنه ضعيف لا يملأ فراغ المنبر ولو كان غيره خطيبًا من بني أمية أو بني مخزوم لاهتز المنبر منه.
(٤) بلاغات النساء لأحمد بن أبي طاهر المعروف بابن طيفور ص ٥٩. الطبعة الأولى سنة ١٩٧٨ م ط: دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع - لبنان - بيروت، أعلام النساء لعمر رضا كحالة ص ٢٠٤ - ٢٠٥ ط مؤسسة الرسالة - بيروت.
(٥) رجال من فلسطين ص ٥٧، ٦٣، ٦٤، بلادنا فلسطين ج ٣/ ٢ ص ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>