تعلم في القدس ومصر، وتخرج من مدرسة القضاء الشرعي في إسطنبول، وكان من فقهاء الحنفية المعروفين، وكان من صفاته الذاتية أنه كان طويلًا، سمحًا، كريمًا، متواضعًا لطيفًا، ميسور الحال ثريًا عفيفًا.
تولى القضاء في مدن كثيرة من بلدان الخلافة العثمانية، ثم اختير عضوًا في مجلس تدقيق المصاحف والمؤلفات في دار المشيخة الإسلامية في إسطنبول، ثم تولى أخيرًا رئاسة محكمة الاستئناف في القدس، واستعفى منها فأعفي، واختير عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق.
وكان من أهل الحفظ العجيب، يحفظ (الكنز) في فقه الحنفية وغيره، ذو ملكة تامة، وإدراك قوي، وتضلع في علوم الأدب واللسان، مع الإنشاء البليغ.
دخل أكثر مكاتب الشرق، وأحاط علمًا بأسماء كتبها وبما فيها من النفائس والآثار والذخائر. لا يفتأ عن الأسفار من دار إلى دار، يطلب المزيد من المعرفة، ويصبر على مشاق الغربة ومتاعب الارتحال، وكان يستطيب ذلك ويَلَذُّه ويراه أفضل المتع الطيبة التي يستمتع بها.
وكان علمه بالمخطوطات وأماكنها عجبًا عجابًا ما يسأل - غالبًا - عن كتاب مخطوط نادر أو نفيس إلَّا وعنده منه خبر، وله بمكان نُسَخه علم ومعرفة، وله مذكرة في نحو خمسين جزءًا في ذكر ما وقف عليه من الكتب والمكتبات التي زارها، وقد جمع من المخطوطات ما يقرب من خمسة آلاف مخطوطة كلها من المخطوطات العربية القديمة.
ألف في الأدب كتابًا في ثلاثين كراسة، سماه الاختيارات الخالدية. ومن تآليفه كتاب في حدود أصول الفقه، ورسالة كبيرة في تحقيق وضع الحروف والأفعال، ورسالة في الجهة الجامعة، وله غير ذلك.