في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري ونقله خطأ من بعض البادية، لشيوع نسب حويط عند البعض من بني عطية ذاك الوقت، وقد ذكر في مخطوطه أن فصائل الحويطات ضمن لفيف بني عطية، وسنُفصِّل ذلك تباعًا ونرد على هذا الخطأ والالتباس، وتزوَّج حويط كما يذكر الرواة العديد من النساء أغلبهن من بني عطية وأنجب أولادًا كثيرين تزاوجوا بدورهم في أعمار الصبا من أخوالهم، وكل منهم صار عنده أسرة كبيرة وبارك الله في نسل حويط وأصبح أحفاده في بضع عشرات من السنين رهطًا كثيرين، وفي فترة قياسية من الزمن (١) أي قبيل منتصف القرن العاشر ظهروا في دنيا العشائر، وأصبح كيانهم العشائري لا بأس به ومنهم فصائل عديدة، وقد كونوا ديارًا خاصة بهم، وأكثرهم قد تجمَّعوا في زمرات حول العقبة وقليل من فصائلهم في التَهَم، وقد قويت شوكتهم رويدًا ثم زاد بأسهم وجرت سطوتهم في البوادي، ونافسوا القبائل الأقدم منهم مثل بني عطية وبني عقبة بفروعها والمساعيد وغيرهم، وذلك في التحكُّم في طرق الحجِّ بعد ما بات لهم التجمع حول العقبة وهي المدخل الرئيسي للحجاج القادمين من مصر وإفريقيا والشام، وأصبحت العقبة مركزًا حيويًّا ورئيسيًّا لأبناء حويط في طور نمائهم الأول، ثم بعد تكاثرهم في الحجاز فيما بعد القرن العاشر الهجري انتقلت فصائلهم المناطق عديدة في التَهَمة (المملكة العربية السعودية) وكذلك لشرق الأردن، وأصبح لهم الآن بالوقت الحاضر في بداية القرن الخامس عشر كيان قَبَلي كبير ومعروف باسم الحويطات في ثلاثة بلدان عربية، المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية ومصر، ويُدعى أحدهم حويطي نسبة إلى حويط مؤسسهم الذي ينتمي إلى شجرة الأشراف.
(١) في الأعلام للزركلي مجلد ٣ ص ٢٦٢ ذكر أن ذرية العباس بن عبد المطلب من بني هاشم خلال قرنين ونيف أي عام ٢٠٠ هـ قد بلغوا ثلاثين ألفًا، فليس من الغريب أن تصبح عشيرة الحويطات في قرن ونيف بضعة مئات، وعن تكاثر الحويطات في خلال خمسة قرون ونصف القرن، نشير إلى أن القبيلة قد انضمت إليها فخوذ وعشائر ليست من ذرية حويط الشريف، وليس مستغربًا عن نمو الحويطات منذ البداية وحتى النهاية في هذه الحقبة الزمنية، ونقيس نمو الحويطات وتكاثرهم بالسعادي من بني سُلَيْم العدنانية، فهذا البطن كان متزامنًا مع الحويطات ورغم ذلك فالسعادي في الوقت الحاضر يشكلون من الناحية العددية خمسة أمثال الحويطات بل يزيدون عن ذلك.