للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله جاء النصر والظفر … واستبشر النيران الشمس والقمر

وكتب إليه بذلك، فكتب لي جوابًا فيه:

له مآرب بالرشد في يقظاته … وفي النوم يهديه لخير الطرائق

فإن قام لم يدأب لغير فضيلة … وإن نام لم يحلم بغير الحقائق (١)

وللمترجم له من كتاب في وفاء النيل: (وأقبلت زيادته فعلم أن شبيبته العام في إقبال ولجت لجته في علو، فتلا مشاهدها، وترى الجبال، وعم بحسن روائه وأروائه فحاجا، وسقاها على ظمأ ماء ثجاجًا، وزار العذب الفرات على الملح الأجاج أمواجًا، وروى بلادًا لو جاءها ماء عذب غيره لذهب ولم ينقع منها صاديا، وأنشد لسان حاله، ومن ورد البحر استقل السواقيا، وكسا البلاد حلة جمة المحاسن، وماثلها بالجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن، وأحيى الأرض بعد موتها بزيارته التي حصلت، وقتل المحل بأمواجه المحمرة، فقيل حمرتها من دماء من قلت، ولما أقدم على البلاد وتجسر، وجرى على رأسه من شاهق فتكسر، تسلسل ماؤه المطلق في المسالك، ومر به النسيم فاعتل لذلك، فلهذا أصبحت الآمال عليه عاكفة، والغصون في حضرته واقفة، والوهاد متقلدة منه أبهى من العقد في النحر، وكلما جرى حديثه وكيف جرى، يقال حدث بما شئت عن البحر) (٢).

١٢١ - محمد بن عبد الملك الخالدي.

عربي من ذرية الصحابي خالد بن الوليد المخزومي، مجود وفقيه، واحد القراء المشهورين في عصره، قرأ الكتب الدراسية على والده، وأخذ عنه القراءة والتجويد


(١) الدرر الكامنة ج ٤ ص ١٠٠، ١٠١، ج ٣ ص ٤٨١، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ج ٤ ص ٤٩٨، الوافي بالوفيات ج ٣ ص ٣٧٠، بلادنا فلسطين ج ٧/ ٢ ص ٦٣٣، انظر: ترجمة جده الأعلى: محمد بن نصر بن صغير.
(٢) تذكرة النبيه ج ١ ص ٢٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>