للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى الآن في بداية القرن الخامس عشر الهجري، وبالقياس الزمني التقريبي (١) في أن المسافة الزمنية بين كلّ جد وآخر أعلى منه هي حوالي "اثنين وثلاثين عامًا"، وبذلك تصبح المسافة التقديرية هنا لسبعة عشر جدًّا حتى حويط مؤسس الكيان القَبَلي نحو خمسمائة وأربعة وأربعين عامًا، ثم بإضافة عشرة أو اثني عشر عامًا على هذه المدة التقديرية لمراعاة أن المسافة بين جد وآخر أعلى منه قد تزيد عن اثنين وثلاثين عامًا في بعض الأحيان، تصبح المدة الإجمالية بعد الإضافة خمسة قرون وستة وخمسين عامًا تقريبًا، أي أن حويط كان معاصرا حتى عام ٨٥٦ هـ أو ما قبل ذلك بسنوات قلائل.

أما المدة التصاعدية من حويط حتى الحسين السبط فتكون لستة وعشرين جد حسب القياس التقريبي السابق ذكره حوالي ثمانمائة واثنين وثلاثين عامًا، ثم بإضافة ثلاثين عامًا على هذه المدة التقديرية لمراعاة أن المسافة بين جد وآخر أعلى منه قد تزيد على اثنين وثلاثين عامًا في بعض الأحيان، تصبح المدة الإجمالية بعد الإضافة ثمانية قرون واثنين وستين عامًا، وبجمع كلتا المدتين التصاعدية والتنازلية سابقة الذكر نجد أنَّها تستغرق أربعة عشر قرنا وثمانية عشر عامًا.

وبذلك يكون القياس الزمني صحيحًا وسليمًا، وتقدير رواة الحويطات أقرب إلى الحقيقة بأن عدد أجدادهم حتى حويط سبعة عشر جدًّا.

ولأن الحسين السبط كما هو معروف قد ولد بعد غزوة أُحد في العام الرابع للهجرة (شهر شعبان)، وبذلك فالقياس التقديري منطبقًا مع التاريخ الهجري، فإذا حذفنا ثلاث سنوات من ذلك التاريخ العام للهجرة يتبقى لنا نفس المدة الزمنية التي أشرنا إليها عاليه.


(١) قدرنا القياس الزمني التقريبي بين كلّ جد وآخر أعلى منه باثنين وثلاثين عامًا لأنَّ الواقع الفعلي المُطَبق هو كذلك، وهناك طبعًا في بعض الأحيان أو المرات تشذ القاعدة وتزيد المسافة عن ذلك، ويرجع ذلك إلى أن الابن أو الجد في عمود النسب ليس بكر أبيه أي الحد الأعلى منه أو من أولاده الصغار، وهنا في شجرة الأشراف، فالمسافة بين الأب وابنه (الجد والجد الأعلى) تكون في حوالي الثلاثين عامًا أو أقلّ في الغالب الأعم؛ لأنَّ الأشراف في المدينة المنورة كانوا أغنياءً وميسوري الحال وزواجهم في العادة يكون مبكرًا وبالتالي فالإنجاب يكون مبكرًا وتبعًا لذلك فالمسافة بين الأجداد ليست كبيرة، وندلل بمثل فريد وهو قلة المسافة بين عمرو بن العاص وولده عبد الله فكانت ثلاثة عشر عامًا فقط، هذا طبعًا والمسافة أيام سيدنا إسماعيل بين الأجداد كبيرة لأنَّ الأعمار كانت طويلة.
وذكر العلَّامة ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع في تاريخ العبر قاعدة مؤكدة في أن لكل مائة عام ثلاثة أجداد، أي لكل جد ثلاثة وثلاثين عامًا، وهذا ما أشرنا إليه عاليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>