للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جدهم الأعلى "خالد بن الوليد المخزومي" فإنه -رضي الله عنه- عندما عزله أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن قيادة الجيش بالشام، وولى أبا عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- استمر خالد يقاتل بين يدي أبي عبيدة إلى أن تم لهما الفتح عام ١٤ هـ (١). فلم يلق السلاح ويعود إلى بيته بعد أن تم عزله بالرغم من عدم رضاه من عزل عمر له عن قيادة الجيش، بل إنه تحول من قائد إلى جندي فيه، واستمر يقاتل حتى تم النصر للمسلمين، وهذا ضرب من ضروب الإخلاص للدولة وللإسلام والمسلمين.

هذا، وأضيف القول أنني ولله الحمد لا أعرف خالديا واحدا غير مخلص لحكومته.

وأما صفة الحياء التي ذكر الشيخ محمد البسام (٢) اتصاف بني خالد بها في قوله: (جريين الحنان، حيين اللسان) فإن غالبية بني خالد يتصفون بها، ومن يتعامل معهم، أو يعيش بينهم في مناطق سكناهم يعرف ذلك؛ ولذا فإنهم إذا لاحظوا على شخص شدة حيائه قالوا: "فيه حياء بني خالد".

قلت: وهذه الصفة المقرونة عند بني خالد مع صفة عزة النفس أيضًا من الصفات الحميدة، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر" (٣).

والحياء ذروة سنام الأخلاق الإسلامية يسري في الأفعال فيجعلها نماء وبركة، وقرة عين للبشر (٤).

وصفة الحياء من صفات النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال البخاري: حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن


(١) كتاب الوفيات لابن منقذ القسطنطيني ص ٤٩.
(٢) الدرر المفاخر ص ١١٧.
(٣) أخرجه الحاكم ج ١ ص ٢٢، وأبو نعيم في الحلية ج ٤ ص ٢٩٧ من حديث ابن عمر، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، انظر. الأخلاق النبوية المعطرة في الآيات القرآنية المطهرة لسليم بن عبيد الهلالي - الطبعة الأولى ص ١٨.
(٤) الأخلاق النبوية المعطرة ص ١٩

<<  <  ج: ص:  >  >>