للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتبرع بشربه فارس من عَنَزة كان مع صفوف بني هاجر، يسمى ضرباح، واشترط على ابن شافي أن يزوجه ابنته إذا تَغْلِب على الخصم، فقال له ابن شافي (١):

- إذا رميت الطويل فإن ابنتي تكون زوجة لك أمام جميع الحاضرين.

وفي الصباح تقابل الفريقان، وبرز ضرباح يسأل عن محمد الطويل، وفي هذه الأثناء تقدم ولد الطويل إلى أبيه، وقال له:

- دعني يا أبي أقابله، فأنت أصبحت الآن كبير السن، وأنا أخشى عليك من القدر.

فقال محمد الطويل مخاطبًا ابنه:

- إن هذا الرجل لن يقابله أحد غيري.

فتلقاه محمد الطويل وطعنه في صدره بالرمح وألقاه قتيلا، وبعد ذلك رأي أحد فرسان بني هاجر ضرباح وهو قتيل ومرمي على الأرض، فقال:

زَوِّجْ ضرباحٍ ياشافي (٢).

ثم أخذ محمد الطويل وهو يمتطي جواده بكل شموخ، فقال هذه الأبيات (٣):

يامن لقى لي شارب الفنجال … شراب فنجال الطويل

كأنك شجاع فانطح الخيال … وافعل ليا هاب الذليل

وأنا على مثل الغزال … ترفع بسمك الراس والشليل

عيب على اللِّي ما وفي لا قال … وضرباح ما هو لي عديل


(١) في تقاليد الفروسية، تعد هذه إشارة للتحدي وطلب المبارزة، فعندما يقال أن "فلان" شرب فنجان "فلان" يعرف الجميع أن الأول قد تحدى الثاني وطلبه للمبارزة.
(٢) واصبح مثلا - على الأقل عند العُجمان - يُضرب لمن يطلب أمرًا ويعجز عن تحقيقه.
(٣) العُجمان وزعيمهم راكان ص ١١٢ - مصدر سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>