للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: لا والله لست منهم، بل أنا مر أولاد الشيطان الرجيم، قالت:

فلعنك الله ولعن أباك الشيطان معك، أتعرف الذي يقول:

ألا يا عباد الله هذا عدوكم … وهذا عدو الله إبليس فاقتلوا

فقال لها: هذا مقام العائذ بك، قالت: قم فارحل خاسئًا مذمومًا، وإذا نزلت بقومٍ فلا تنشد فيهم شعرًا حتى تعرف مَنْ هم، ولا تتعرض للمباحث عن مساوئ الناس، فلكل قوم إحسان وإساءة، إلا رسول رب العالمين، ومن اختار الله على عباده وعصمه من خلقه، وأنت كما قال جرير للفرزدق:

وكنت إذا حللت بدار قوم … رحلت بخزية وتركت عارًا

فقال لها: والله لا أنشدت بيت شعر أبدًا

فقال السفاح ليزيد الرقاشي: لئن كنت عملت هذا الخبر من عندك ونظمت فيمن ذكرت من القبائل والبطون هذه الأشعار، فلقد أحسنت وأنت سيد الكاذبين، وإن كان الخبر صدقًا وكنت فيما ذكرته مُحقا، فإن هذه الجارية العامرية لمن أحضر الناس جوابًا وأبصرهم بمثالب الناس. (انتهى).

<<  <  ج: ص:  >  >>