للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابن زيدان شيخ فخ العسكر فكونوا العريف والعسكر والعلجانات حلفًا سمُّوه (المحَلَف) وكادت أن تقوم حربًا بين أفخاذ الظفير ولكنهم اصطلحوا قبل ذلك فأصبحت الصمدة أخيرًا هم - الذرعان - المعاليم - الجواسم - المعادين إلا إذا أتت حربًا خارجية فإنهم يلتفون على بعضهم وتشملهم الصمدة وإليك الكلام مفصَّلًا عن أفخاذ الصمدة:

(أ) الذرعان والنسبة إليهم (ذراعي) ونخوتم (راعي الحردا عريمي) والحردا ناقة أخذت من الذرعان عند العرمة يوم أن كانوا في نجد وهي لجارتهم فتحاموها حتى ردُّوها وأصبحت هي نخوتهم منذ ذلك الوقت وهم ينقسمون إلى:

١] الغاف (١) وهم الشيوخ في الذرعان خاصة وفي الصمدة عامة، كما أنه مشى العرف بين الظفير أن الفصل في قضايا المقلِّدات (الخيل والنساء) لأبا ذراع، كما مشى العرف أيضًا أن إعطاء الذبيحة يوم كان في الوقت الماضي لا تعطى الذبيحة إلا لمن يستحق من المشايخ الكبار مشى العرف بين الظفير أن إعطاء الذبيحة (٢) لثلاثة - ابن صويط - وأبا ذراع - والمعلوم شيخ المعاليم - ولقد عرف آل غاف بميزات كثيرة منها حفظ الجوار وعدم إخفاء الطريفة عن الجار مهما كانت الحالة وهم أهل إنفة وشيمة بل إن آل غاف (آل أبا ذراع) يقودون الظفير ويتقدمون بهم إلى حرب أعداء الظفير، بل إن من عظم شأنهم كان أمراء المدينة المنورة في القرن العاشر الهجري يعطونهم مرتبات وعطايا جزيلة فإذا منعوا هذه المرتبات أوقد آل أبي ذراع مع الظفير حربًا شعواء حتى تُردُّ إليهم مرتباتهم، نجد ذلك واضحًا فيما ذكره العصامي حيث ذكر في أحداث عام ٩٦٣ هـ أنه (من عادة أمراء المدينة السابقين يسلمون لبني عمهم من السادات بني الحسين ولعربان عَنَزة وظفير ونجوهم مواجب ومرتبات من الأموال الجزيلة والحبوب والأقمشة الجليلة فمنعهم من ذلك الأمير مانع الحسيني أمير المدينة المنورة استخفافًا بهم وعدم مبالاة، فجمع كل من الطوائف المذكورة جماعته وحضر معهم، حتى قال: وأما طائفة العربان


(١) يذكر آل غاف أنهم من الأشراف.
(٢) الذبيحة: كانت القبائل لا تسمح لأحد أن يجاوز أراضيها إلا بعد أن يقدم ذبيحة للشيوخ الكبار في القبيلة، وكذا عادة الظفير، وقد قيل أن الذبيحة أيضًا لا تذبح إلا لأحد هؤلاء الثلاثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>