للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال البسام:

"شمَّر من ذرية حاتم .. من سكان الجزيرة، وهم أكرم العشائر وأرفعهم عمادا، وأكرمهم أخوالا وأجدادا، وأصحهم في ذكر المكارم إسنادا، وأقدم في الحرب .. وشيخ هؤلاء يقال له (الجربا) وسقمانهم ألفان وفرسانهم ألف ومائتان .. " اه.

والمنقول المحفوظ عنهم أن شمَّر ليس جدًّا وإنما هو وصف لحقهم؛ وذلك أنهم آخر من خرج من اليمن وكانت قد ألحتهم السنون فهاجروا إلى أنحاء أجأ وسلمى فدفعوا بعض القبائل وأزاحوهم عن مواطنهم. فشمروا عن ساعد الجد وأوعز إليهم رؤساؤهم ب (شمَّروا)، ومن ثم دعوا با (شمَّر) واللغة تساعد على هذا التفسير قالوا:

وكانت قبائل طي وزبيد هناك فدفعوهم ومال هؤلاء إلى أنحاء العراق وسورية وغيرهما، والظاهر أن قبائل طيئ (سكان أجأ وسلمى) كان بينها خصام وخلاف فحالف قسم منها قبائل قحطانية جاءت من أنحاء اليمن فانتصر على عدوه؛ ومن ثم استقل في السلطة وصارت له الرياسة على قبائله والقبائل المتحالفة معه، والكل يرجعون إلى القحطانية فإن طيئا من قحطان أيضًا، فصار الكل يدعى باسم البطن (شمَّر) المنتصر على عدوه وقيل للجميع (شمَّر) تغليبا وإلا فلا تزال قبائل (عبدة) من شمَّر: تمتُّ إلى القحطانية رأسا، وقبائل (الأسلم) إلى طيئ، وكذا (قبائل زوبع).

هذا هو الذي نراه جمعا بين المحفوط والمنصوص المنقولة من طريق التاريخ .. وبسبب هذه الوقائع الوبيلة تمكنوا من إزاحة قبائل زبيد وقبائل طيئ الأخرى كما مر .. ورئيس قبائل زبيد آنئذ أو أميرهم يقال له (بهيج) ويعد في نظر القبائل الزبيدية جدًّا لها، والحال أنه كان رئيسًا، وإلى هذا أشار الشمّري مفتخرًا بهذه الوقعة والانتصار على القبائل الأخرى بقوله:

وكبلك (١) بهيج حدّروه السناعيس … من عنده ما تحلحل كناها (٢)


(١) قبلك.
(٢) عكدة عقدة، وكناها قناها (قناتها).

<<  <  ج: ص:  >  >>