للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على سلطتهم، وإنما كانت إمارة ابن رشيد صولة وسطوة واسعة، لَمْ ينالوها في سالف أيامهم وكانت وقتية ولأمد، وبانقراض آل الرشيد استمرت الرياسة في آل محمد ودامت فيهم، وسنوضح إمارة الرشيد في موطنها.

والجرباء نبز وصل إليهم من أمهم، والعرب لا يزالون يتنابزون بأمثال هذه يقال أنَّها أصابها (مرض جلدي) فتركها أهلها ورحلوا إلى موطن آخر ثم تعافت فلزمها هذا الاسم، ومن عادة البدو أن يتركوا المصاب بالجدري وما ماثله ويرحلوا عنه حتى يبرا أو يموت تخلصا من عدواه ويراقبونه من بعيد ويضعون له ما يحتاج من أكل وشرب، وقبيلة أمهم على ما هو معروف، محفوظة وهي من الفضول من طيئ (من بني لام).

ومن القبائل القديمة التي سميت باسم أمها خِنْدف، وبجيلة، وقبائل عديدة .. وهذه التسمية إما لغرابة في الاسم، أو لنبز كما تقدم، وستمر بنا أمثلتها الكثيرة، وقد اتخذ هذه التسميات بعض أعداء العرب وسيلة للطعن بالأنساب ومن لاحظ تكوّن الأفخاذ، فالعشائر، والعمائر، والقبائل، وحدوث النبز لأدنى علاقة وسبب .. قطع أن لا وجود للأمومة (الطوتمية) عند العرب .. ولا أثر لها في مدوّناتهم، وإذا كان هناك شيء قبل التاريخ لَمْ نشاهد بقاياه …

وهذه التسمية قديمة ترجع إلى أميرهم الأول محمد الذي يدعون به فيقال (آل محمد)، والجرباء هذه أم سالم بن محمد المذكور وهو المحفوظ أيضًا ولم يقطعوا في صحة تاريخها لقدم العهد وهؤلاء لَمْ يصح ما كان يشيع عنهم بعض العربان أنهم من الشرفاء، أو من البرامكة، فعلقت في أذهان بعضهم، ونقل ذلك ابن خلدون في تاريخه وكذبه .. فهم من طيئ كما قال الحيدري:

"وحمائهم من آل محمد من طيئ" ا هـ.

ويؤيد هذا ما قاله صاحب مطالع السعود (عثمان بن سند):

وقد سمعته - (بنية) - ينتسب إلى طين القبيلة المعروفة .. " ا هـ (١).

وقد ذكر صاحب (قلب جزيرة العرب) (٢) أن الجرباء من قبيلة سنجارة


(١) ص ١٥٨ من المطالع مخطوطتي.
(٢) لَمْ يكن متخلصا للقبائل إلَّا أنه أفرد لها بحثًا خاصا وفيه من الأغلاط ما سيوضح الكلام عليه في حينه، راجع ص ٦٣ من قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>