للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - مطلق:

يعرف ب (أخو جوزة) وهذا أراد مهادنة الإمام ابن سعود (١) ولكن ابنه مسلطا لَمْ يرضخ لمطالب الإمام من زكاة وقص الشعاف (شعر الرأس) وما ماثل، فشوق أباه على القيام في وجه ابن سعود فحاربه، وهذه مبادئ نزوحهم إلى أنحاء العراق ومن بواعث الميل إليه.

وكانت حكومة العراق أيام المماليك تحرق الإرم على الأمسير ابن سعود وترغب كثيرًا في جلب عشائره لجانبها لتكون أعرف بما عنده.

وقد حكي عثمان بن سند (٢) حادثة له مع ابن سعود قال:

"وأغار في سنة ١٢١٢ هـ - ١٧٩٨ م سعود بن عبد العزيز بن محمد السعود على بادية العراق وكان مطلق بن محمد (٣) الجرباء نازلا في بادية العراق، فلما صبحهم سعود فر منهم من فر وثبت من ثبت، فممن ثبت وقاتل جيش سعود مطلق الجرباء فكرَّ على الفرسان مُرّة بعد أخرى، فكلما كرَّ على كتيبة هزمها فحاد عن مطاعنته الشجعان … فعثرت فرسه في شاة فسقط من ظهر فرسه فقتل.

وكان قتله عند سعود من أعظم الفتوح إلَّا أنه ودّ أسره دون قتله.

هذا، ومطلق من كرام العرب، عريق النجار، شريف النسب، من الشجعان والفرسان الذين لا يمتري بشجاعتهم إنسان، له مواقف يشهد له فيها السنان والقاضب ووقائع اعترف له بالبسالة فيها العدو والصاحب.

وأما كرمه فهو البحر حدِّث عنه ولا حرج، وأما أخلاقه فألطف من الشمول وأذكى من الخزامي في الأرج، وأما بيته فكعبة المحتاجين وركن الملتمسين .. : (إلى أن قال):


(١) كان ولا يزال يسميه أهل نجد بالإمام، ووقائع هذه الأيام مبسوطة في تاريخ العراق بين احتلالين وهناكوسعنا البحث فيها عن تكون هذه الأسرة المالكة ونطاق نفوذها وعلاقاتها بوقائع العراق.
(٢) هذا المؤرخ يتحامل علي آل سعود ولا يهمنا إلَّا ما يوضح الوقائع العشائرية، فلا نشاركه في تحامله، ونقل النص أمانة، وأشرنا بهذا هنا ليعلم القارئ أن ابن سند كتب إرضاء لولاة بغداد والحكومة العثمانية وكانوا أعداء ابن سعود إذ ذاك.
(٣) إن محمدًا هو الحد الأعلى ولكن البدو يسمون بأشهر أجدادهم المعروفين وإلا فإن محمدًا لَمْ يكن جده القريب … وهذا اساس تكون الفخذ أو البيت كما مر.

<<  <  ج: ص:  >  >>