للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختلاف وتخليط وتقديم وتأخير منذ القدم، ولا يصح لمن يكتب عنهم أخبار لاضطراب رواتبهم وتباعد المعهود وانقطاع الصلات والروابط في أنساب حمير كلها، ولا يصح الانتساب إلى حمير القديم أبدا.

وفي قبائل شمَّر تداخل كبير، وفيه من القبائل العربية من تعود لأصول عدنانية، فالجعافرة وآل الجربا والشجيرية وبعض جعافرة العلويين من العريضيين وغيرهم، ولا يمكن معرفة وفرز تلك القبائل عن شمر، فضاعت أصولهم الحقيقية وتباعدت أنسابهم وانقطعت، وكل من يستطيع الجزم بذلك لا يكون صادقا مهما بالغ بالبحث وعد من أدلة ووثائق.

والشمري معناه المتبختر أو من قولهم شمَّر في أمره إذا جدّ فيه، وشمَّر من بني حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط، قبيلة بكرية من أشد القبائل الصحراوية، وقد عاب المتوكل العجلي الشاعر سويد بن كاهل اليشكري حينما غير نسبه مرتين، فقال (١):

عدس بغلة الجبار ما أنت من عجل … ولا أنت من قيس ولا أنت من ذهل

ولا أنت من أولاد شيبان إنهم … ذوو العز والآكال والعد البزل

ولا حنفيا شمريا متوجا … يبارى الرياح ذا غناء وذا فضل

ولست بتيمي عزيز مناخه … له سورة في المجد ثابتة الأصل

ولكن سويد يشكري مخلَّف … مكان آباء السوء عُلِّقَ بالرجل

ووصفه بالبغلة، وعدس كلمة يقال بها للبغال حين يراد زجرها، فجعله كالبغل ينتسب لخاله الحصان؛ لأن البغال من الحيوانات المتحيرة الخلق، فلا هي من الخيل ولا هي من الحمير، ونقل الطبري خبرا يقول فيه: الجرباء بنت قسامة ابن زهير، امرأة من طيئ، فقال الحزين الديلي لعبد الله بن الحسن الحسني ينعي عليه ولادة الجرباء:

لعلك بالجرباء أو بحكاكة … تفاخر أمالفضل وابنه مشرح

ولهذا نرى كثيرا من السادات الحسنية في شمَّر الطائية للعلاقة التي بينهما.


(١) انظر المختلف والمؤتلف ص ١٧٩ للآمدي - دار الكتب العلمية - بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>