ومحمد هذا هو الذي بنى قصر برزان، وفي أيامه خرج عليه محمد الوطيفي الجربا من شمَّر فظفر به محمد وقتله وقال:
يقول ابن علي وابن علي محمد … كما البرج فوق البلاد الشهير
ضاع طيبي بل الوطيفي محمد … كما ضاع بالصبْخا بذار الشعير
حنا الذي جيناك يوم يحال دونك … يوم أنت بالجهرى يقال اقْصير
وبعد قتل محمد بن عيسى تولى أخوه صالح بن عيسى، ولم يكن على الدرجة التي كان عليها سلفه من الحزم والسياسة والرأي، وكان أخوه محمد بن عيسى قد عقد قران ابنته على ابن عمها: عبد الله بن علي بن رشيد ودخيل بها فلما تولى صالح الحكم منع بنت أخيه من مقابلة زوجها، وكانت منه حاملا وذلك لما قام به هو وأخوه عبيد العلي من التعدي على القبائل المجاورة التي يعتبرها الأمير صالح بن عيسى في حلفه أو ولائه، وساءت العلاقة وأدت إلى المقاطعة والإجلاء عن حائل فذهب عبيد العلي إلى البادية وذهب عبد الله إلى بغداد، وقال متوعدا لابن علي:
والله لو أني ورا جسر بغداد … لأصير لك مثل العمل عند راعيه (١)
وذهبت أمهم إلى "جبّه" ومما يروون من قولها تعبيرا عن حزنها بفراق ابنيها:
يا نور عيني يامضنة فؤادي … جلوني بالقيظ الحمر عن بلادي
وعاد عبد الله العلي الرشيد إلى حائل ليلا واسترد زوجته "نورة بنت عيسى" وسار بها مع "خويه ابن رخيص" إلى ما وراء الجوف ثم وصلوا العراق. وقد تولى عبد الله بعد ذلك إمارة حائل وكان المؤسس الأول لها، وقد حصل الوئام والتصافي بين آل الرشيد وآل علي.