(الحذانا) وأفخاذهم آل نجم في مشيخة ابن محيثل، وفنودهم المثيتة والدجارة. ثم (آل عمار) في مشيخة ابن محيثل أيضًا، وفنودهم العجارشة والدياب.
أما الفداغة التي رئيسها هجر بن وتيد، ففيها من البطون الزملات والحميِّر والطيور، فمن أفخاذهم الزملات، الحبسا واللوبان، ومن الحميِّر الغريب رهط ابن أبي وتيد رئيس الفداغة كلها والمطعات والرثعة وآل سيد وآل سويد والغفيلة، ومن الطيور النابت والكذور والبواريد، ويعد من شيوخهم الكبار محمد بن أبي وتيد وخليف اللكلك، ويذكر المسيو مونتاني المستشرق الفرنسي عن الفداغة هذه، أنهم بعدوا عن البداوة، ومالوا إلى الحضارة بحكم اشتغالهم بالزراعة، واتصالهم برؤساء الأكراد ووجهاء النصارى، وقد قلَّت نجعتهم حتى كادت لا تمتاز عن نجعة الأكراد، ووقعت فرقتهم في تشتت وخذلان، بحكم كثرة زواج أبناء هذه الفرق ببنات العشائر الريفية، وفي الفداغة أناس ما برحوا على اتصالهم مع أقاربهم الذين في حويجة العراق، شرقي الدجلة الباقين على بداوتهم، وأناس قد انصرفوا بالمرة لحياة الحضارة، وكادت صلتهم تنقطع مع نجد، ولم يعد يأتيهم أناس من البادية يذكرونهم بأخبارهم وأساطيرهم الغابرة، وهم وإن كانوا يحفظون أسماء أبطالهم السالفين، لكنهم يجهلون قصصهم، حتى أن لهجتهم قد تبدلت. وصارت تماثل لهجة الشوايا باللفظ وكثرة المفردات، وأكثر فرق هذه العشيرة تحضرا واستقرارا هم القاطنون في الحويجة وقرب بغداد، ولم يبق مثلا عند الصايح وزوبع إلا بضعة طوائف من الرعاة، أما أكثر الفرق فقد تحضر واستقر، وصار يتكلم لغة الفلاحين، اه.
ويؤيد هذا القول ما جاء في كتاب (عشائر العراق) أن الفداغة فرقة من سنجارة ويعدون من زوبع، وأساسا الكل من زوبع لما بينهم من اتصال قريب، ففداغة العراق يسكنون في أراضي اليوسفية، أما بقية زوبع فيسكنون أراضي أبي غريب غربي بغداد، على أن قسما منهم لا يزال في البادية مع سنجارة، ويعيش في البداوة، اه. ويذكر من رؤساء الفداغة في الجزيرة مطيران الزعيتر والوضيحان.