واخصّوا لي أبو تركي المسمّا … شجاع من شجاع ما يهاب
نشا من عبد الرحمن شيخ … إمام عادل زاك الجناب
أبو تركي إلى حل المثار … بيوم فيه ذهن القلب غاب
وثار العج بوجيه الجموع … هيوجن عجّها مثل الضباب
وجاء للخيل مركاض عظيم … ثقيل الروز بيّديه ارتهاب
فهو مركاضه الفتح القريب … ونصر الدين من والي الحساب
أبو تركي مجازي العايلين … عن الراحات من حلو الشراب (١)
ملوك من ملوك من ملوك … جزيلين المّد عطبين الصواب
فهو منهم نشأ للمسلمين … كما سور حصين مستهاب
وهو مفراصها الماس الشّطير … وهو لعداه دقّاق النياب
وهو فكّاك عقدات المشاكل … إلي قرب البريم من الحقاب
وهو زيزومها إلى وادي حنيف … هل العوجا منفين الخياب
فهم للحرب لبسوا ثوب خام … وهو لبسه درع للحراب
حكم نجد وهي له من قديم … وهو حجيرها بلّيا احتجاب
وخلاها تغطرف بالدلال … عقب ما هي تواعد بالخراب
ولا قصر حرب حرب شديد … حرب لين اسوّد الرأس شاب
ولكن الدبور من الفجور … صميم ما يفيد ابها الجواب
ولا حصل من التوفيق يوم … سوى الحسرات والمرّ المذاب
وجر الترك من شط الفرات … سكارى دبوبهم جرّ الرباب
علي نجد وقصده في وطنها … يبي هدم المنازل بالهياب
ويدعيها رسوم خاربات … ويلعي في جوانبها الغراب
ولكن الليالي كل حين … على المسوي سريعات القلاب
تحوم به المنايا واحذفت به … بيوم فيه ممحيّ الخطاب
وهو بأول ندب خُلّي طريح … تعشاه الضواري والذياب
فني وأفناه ربي والعساكر … فنوا من دون حرب واغتصاب
غدوا في نجد سبايا سابيين … يجدون المعيشة والثياب
وهذي من توافيق الكريم … أمور ما يقال ابها اعتجاب
(١) حلو الشراب: هو الملك عبد العزيز آل سعود.