يكثر فيها الخلط واللغو وضعف الاعتماد على المعايير الصحيحة في تحديد الأنساب.
ولا بد لنا قبل أن نبدأ هذا الفصل أن نحدد أولا أهم المصادر التي تنشأ عنها القبائل والعشائر في مجتمعنا العربي، من خلال الأحداث التاريخية التي حفظتها المراجع والمصادر التي تناولت شؤون القبائل في جزيرة العرب.
فالقبائل لا تنشأ فقط من خلال التناسل كما قد يعتقد البعض، وإنما قد تنشأ نتيجة لتحالفات تفرضها ظروف معينة، مثل الكوارث الطبيعية، والحروب، والصراعات، ورغبة العشائر الصغيرة في التخلص من سيطرة القبائل القوية، وقد يكون هناك رباط قربى بين العشائر المتحالفة وقد تكون بعيدة عن بعضها البعض من جهة النسب، ومع مرور الزمن يتحول الحلف الذي قام في مواجهة ظروف معينة، إلى رابطة قولة تماثل النسب وتعلو عليها في بعض الأحيان والأحلاف القبلية من المظاهر المعروفة في حياة البادية العربية، وهو ما أدى في بعض الأحيان إلى تحولها إلى قبائل كبرى يعود أصلها الأساسي إلى هذا الحلف.
وقد آثرنا أن نحدد مصادر نشوء القبائل من حيث التناسل أو التحالف، نظرا لأن قبيلة بني هاجر يعود أصلها الأساسي إلى تحالف قبلي قديم هو حلف جنب، والثابت في نسب بني هاجر أنه يعود إلى الضياغم من شريف من عبيدة في حلف جنب أبناء يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد. ومالك ابن أدد هو مذحج بن كهلان. وهنا سوف نسهب في سرد كل من حلف جنب وعبيدة وشريف ومن ثم الضياغم.
وعلى هذا الأساس فإن قبيلة بني هاجر تنتسب إلى الضياغم الذين ينتسبون إلى شريف المنتسب إلى عبيدة من حلف جنب (١) من أبناء يزيد بن حرب الذي ينتهي نسبه إلى مالك بن أدد.
ولتوضيح طبيعة نسب بني هاجر نبدأ بتوضيح ذلك من الأقدم فالأحدث طبقا لما يلي:
(١) جنب بمعنى جانب، والمقصود بها أن بعض أبناء يزيد بن حرب اتخذو جانبا من أخيهم صداء وحالفوا بني، عمومتهم ضد أخيهم، وسمي الحلف بذلك حلف جنب.