الأرض اجتمعوا عليه وبعد ذلك رحلت ابنته إلى حيث يسكن الهيازع بعد نزوحهم من الميثب وهم يربعون في مكان يقال له بعيثران ويقع في شرق القويعية واستنجدت بهم وقدموا معها يقودهم الفارس صهدان بن علي الهيازع وكان كبيرا في السن وبعد أن وصلوا إلى جبال الفويلق في الحدباء صبحوهم ودارت معركة شديدة أصاب الهيازع عددا منهم وبعد هذه المعركة قال الشاعر شايع بن سعد من الهيازع بني هاجر قصيدة منها:
كله لعنا ما بين الأنجل وسوفه (١) … الغايب إللي ما حضر معتكلها
وكله لعنا سحمي في تلوفه … كل إصبع منه خذينا بدلها
معاد عقب اللي خذينا حسوفه … رايتهم العليا كسرنا دقلها
وبعد أن علم بنو هاجر بما حصل للفارس سحمي والهيازع قدموا جميعهم من محل إقامتة في نجد لأن بني هاجر كانت في تلك الناحية في ذلك الوقت، ودارت عدة معارك بين بني هاجر وآل عاصم وجميع فخوذ الجحادر وكان النزاع مستمرا لمدة من الزمن حتى تم الصلح على يد الأمير شافي بن سالم آل شافي والشيخ فيصل بن حشر، وذلك بعد معركة كنزان بالأحساء بمباركة الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - وقد ذكر شعراؤهم ما حدث في ذلك الوقت، ومنها قصيدة للفارس أرشيد بن مفرح بن درعان من آل زايد آل عضية حيث قال قصيدة منها هذا البيت يذكر فيه الحدباء في نجد وهو المكان الذي جري فيه النزاع:
من دفة البراق رمحي انعله … والخيل فالحدبا بهلها مقافي
هذه قصة أخرى وبطلها سحمي. فبينما كان سحمي جالسا في مجلسه وحوله آل مسيفرة الهيازع بني هاجر أذ أقبل عليهم رجل كان قد بني بيته بجوار بني هاجر، وكان بيته صغيرا، فقال الفارس سحمي عسى أن يكون هذا صانعا يساعد ثوني في حذيان خيلنا فقال واحد من بني هاجر لا يا سحمي، هذا المأخوذ، فقال سحمي: ويش المأخوذ فقالت جماعته له: هذا رجل وهو يؤخذ دائما فإذا أخذ القوم أبله استرفد (استعطى) فأعطوه من كان بجوارهم فتؤخذ ثانية، وهكذا وإذا لحق الطلب لاسترجاع إبله من القوم عقرت خيلهم وذبحت
(١) الأنجل وسوفه جبال في الفويلق في جنوب القويعية.