إحدى النساء فعرفت من هو فذهبت تبشر تلك المرأة التي نذرت بعيرها لمن يريها الفارس حمودا وعندما قدمت ورأت الفارس حمودا حزنت على بعيرها إذ كان منظره ليس كفعله بل كان رث الثياب ذا شعر كثيف ولحية كثيفة فقالت المرأة (واذلولي ياللي راح) عندها قال الفارس حمود هذه الأبيات:
يا بنت شق اللبس ما هوب عيره … أكثر حسين اللبس فوق النجاجير
وانا لبوسي فوق صفرا ظهيره … لصار عج الخيل مثل المعاصير
وهذه القصة حدثت للفارس حمود آل ثنيان عندما كان بنو هاجر على جال (عد) بئر الطولة فأغار عليهم العجمان، وكان القوم كثيرين وساقوا الحلال فهب الفرسان خلفهم وطال نهار الحرب واشتدت وحمي وطيسها ولم يسترجعوا الإبل إلا بعد غياب الشمس حيث أخذ الفرسان يتوافقون مع الإبل إلا الفارس حمود لم يعد والليل أقبل ودب القلق في بني هاجر خوفا من أن يكون قد قتل، وبدأ يعلو صياح بعض النسوة، وفي هذه اللحظة سمعوا صوت حوافر فرسه وكان على ظهرها حمود قادما يترمل بهذه الأبيات:
من هو يبي قولة هلا … لقبل على المجلس يسير
يطمر على سو البلا … ولا يجي رمحه قصير
حدثت هية بين بني هاجر وآل مرة وبعد المبارزة تقابلت الجموع وتطارد الفرسان فلحق الفارس حمود آل ثنيان بأحد فرسانهم فعقر فرسه وبعد نهايتها قال الفارس حمود:
طير الهوا يكفخ على فراج … لعيون جل عشارها
لعيون وضحا سريها دفلاج … خلوج عقب حوارها
ولعيون نبت جلدها براج … طموح من حجارها
وقال شاعر من آل جدي في هذه الهية:
لعيون كنزوع ذبحنا ..... … تمارينا في كل راس طويل
حرمناه مباري هجمة شمخ الذرى … لبنها لسفرين الوجيه سبيل
وحرمناه ركوب صفرا شمره … نحرها لمذلوق العريني دهير
وحرمناه مراقد كل بيضا عفيفه … ملبوسها كز مع حرير